وفي ايطاليا، تُطبع صورها كثيرا على بطاقات التهاني وتُعلّق في صالات البيوت.
يقول احد النقّاد واصفا اللوحة وتأثيرها: اينتيا هو نوع من اللوحات التي تريد أن تأخذها معك إلى البيت وأن تكون وحيدا معها. لقد رسم الفنّان امرأة يمكن أن يقع الناظر في حبّها من النظرة الأولى".
غير أن هناك الكثير من الأسئلة التي تحيط بهذه اللوحة. فتاريخ رسمها غير معروف على وجه الدقّة. كما أن هويّة المرأة ظلّت مثار جدل لقرون.
خلال عصر النهضة، شاعت بعض المفاهيم والأفكار المثالية التي تتحدّث عن الكمال وعن الحبّ الأفلاطوني. وبهذا المعنى، قد لا تكون اللوحة صورة لامرأة معروفة أو مشهورة، بل قد تكون تجسيدا لفكرة الرسّام وعصره عن طبيعة الحبّ وعن العلاقة بين الفنّ والرغبة. وهناك من يعتبر اللوحة امتدادا لتقاليد الجمال المثالي التي أرساها بوتيشيللي في لوحاته التي رسمها لنساء.
اينتيا تصوّر امرأة واقفة وهي تحدّق في الناظر بدهشة. الوجه، ذو الملامح الطفولية، مرسوم بدقّة. العينان واسعتان، والرأس صغير مقارنة بالجسد. إحدى اليدين مغطّاة بالكامل بينما الأخرى مكشوفة.
بعض التفاصيل مثل الملابس الحريرية المذهّبة التي تتخلّلها زخارف فضّية، وشريط الفراء الذي ينتهي برأس حيوان محنّط، ربّما تعطي فكرة عن مكانة المرأة وطبقتها.
هذا النوع من الملابس والحليّ كان يتهاداها الناس في ذلك العصر. وعندما ترتدي المرأة شيئا ما اُهدي لها تكون تلك علامة على قبولها العرض بالحبّ أو الزواج. في اللوحة أيضا تبدو المرأة وهي تتحسّس القلادة بأصابعها وتشير إلى قلبها. وفي هذا تلميح إلى قبولها بفكرة الارتباط العاطفي.
الوجه المتقشّف للمرأة يكرّر نفسه في اثنتين من لوحات الرسّام الأخرى. الأولى تصوّر ملاكا والثانية يظهر فيها رجل شابّ.
بعض المؤرّخين يقولون إن المرأة كانت عشيقة الرسّام أو ابنته أو خادمته. وهناك رأي آخر يقول إن اينتيا، التي يشير اسمها إلى إلهة الخصوبة عند الرومان، كانت إحدى محظيّات البلاط في القرن السادس عشر.
وقيل أيضا إن إحدى العائلات الارستقراطية التي كانت ترعى الرسّام كان لديها عروس في مثل هذه السنّ. ويُحتمل أن تكون هي المرأة الظاهرة في اللوحة.
اينتيا لوحة عن جمال مستحيل أبدعته مخيّلة رسّام واقعي بما يكفي لأن يجعل المرأة تخطو خارج الصورة وتتحدّث إلى الناظر. حتّى وجهها تحار إن كان وجه امرأة أو رجل. كأن الرسّام يدعو الناظر لأن يعتمد على مقدرته الفائقة في استحضار وهم يسمو فوق الطبيعة نفسها.
ولد فرانشيسكو بارميجيانينو عام 1503 لعائلة من الرسّامين. وقد لُقّب بـ رافائيل الثاني بسبب محاكاته لأسلوب الأخير. ويذكر فاساري في كتابه "حياة الرسّامين" أن بارميجيانينو قرأ بلوتارك وتأثر بأشعاره التي كانت تسمو بالنساء فتجرّدهنّ من طبيعتهنّ البشرية وتخلع عليهن صفة مثالية.
توفّي الرسّام بالحمّى عام 1540 عن عمر لا يتجاوز السابعة والثلاثين.