الجمعة، 18 يونيو 2010

بورتـريه اينـتـيـا للفنان الايطالي فرانشيسكو بارميجيانينو

هذه اللوحة هي إحدى التحف الفنّية التي تعود إلى عصر النهضة الايطالي. وقد قيل الكثير في وصفها لدرجة أن البعض يشبّهها بالموناليزا بالنظر إلى سحرها وغموضها.
وفي ايطاليا، تُطبع صورها كثيرا على بطاقات التهاني وتُعلّق في صالات البيوت.
يقول احد النقّاد واصفا اللوحة وتأثيرها: اينتيا هو نوع من اللوحات التي تريد أن تأخذها معك إلى البيت وأن تكون وحيدا معها. لقد رسم الفنّان امرأة يمكن أن يقع الناظر في حبّها من النظرة الأولى".
غير أن هناك الكثير من الأسئلة التي تحيط بهذه اللوحة. فتاريخ رسمها غير معروف على وجه الدقّة. كما أن هويّة المرأة ظلّت مثار جدل لقرون.
خلال عصر النهضة، شاعت بعض المفاهيم والأفكار المثالية التي تتحدّث عن الكمال وعن الحبّ الأفلاطوني. وبهذا المعنى، قد لا تكون اللوحة صورة لامرأة معروفة أو مشهورة، بل قد تكون تجسيدا لفكرة الرسّام وعصره عن طبيعة الحبّ وعن العلاقة بين الفنّ والرغبة. وهناك من يعتبر اللوحة امتدادا لتقاليد الجمال المثالي التي أرساها بوتيشيللي في لوحاته التي رسمها لنساء.
اينتيا تصوّر امرأة واقفة وهي تحدّق في الناظر بدهشة. الوجه، ذو الملامح الطفولية، مرسوم بدقّة. العينان واسعتان، والرأس صغير مقارنة بالجسد. إحدى اليدين مغطّاة بالكامل بينما الأخرى مكشوفة.
بعض التفاصيل مثل الملابس الحريرية المذهّبة التي تتخلّلها زخارف فضّية، وشريط الفراء الذي ينتهي برأس حيوان محنّط، ربّما تعطي فكرة عن مكانة المرأة وطبقتها.
هذا النوع من الملابس والحليّ كان يتهاداها الناس في ذلك العصر. وعندما ترتدي المرأة شيئا ما اُهدي لها تكون تلك علامة على قبولها العرض بالحبّ أو الزواج. في اللوحة أيضا تبدو المرأة وهي تتحسّس القلادة بأصابعها وتشير إلى قلبها. وفي هذا تلميح إلى قبولها بفكرة الارتباط العاطفي.
الوجه المتقشّف للمرأة يكرّر نفسه في اثنتين من لوحات الرسّام الأخرى. الأولى تصوّر ملاكا والثانية يظهر فيها رجل شابّ.
بعض المؤرّخين يقولون إن المرأة كانت عشيقة الرسّام أو ابنته أو خادمته. وهناك رأي آخر يقول إن اينتيا، التي يشير اسمها إلى إلهة الخصوبة عند الرومان، كانت إحدى محظيّات البلاط في القرن السادس عشر.
وقيل أيضا إن إحدى العائلات الارستقراطية التي كانت ترعى الرسّام كان لديها عروس في مثل هذه السنّ. ويُحتمل أن تكون هي المرأة الظاهرة في اللوحة.
اينتيا لوحة عن جمال مستحيل أبدعته مخيّلة رسّام واقعي بما يكفي لأن يجعل المرأة تخطو خارج الصورة وتتحدّث إلى الناظر. حتّى وجهها تحار إن كان وجه امرأة أو رجل. كأن الرسّام يدعو الناظر لأن يعتمد على مقدرته الفائقة في استحضار وهم يسمو فوق الطبيعة نفسها.
ولد فرانشيسكو بارميجيانينو عام 1503 لعائلة من الرسّامين. وقد لُقّب بـ رافائيل الثاني بسبب محاكاته لأسلوب الأخير. ويذكر فاساري في كتابه "حياة الرسّامين" أن بارميجيانينو قرأ بلوتارك وتأثر بأشعاره التي كانت تسمو بالنساء فتجرّدهنّ من طبيعتهنّ البشرية وتخلع عليهن صفة مثالية.
توفّي الرسّام بالحمّى عام 1540 عن عمر لا يتجاوز السابعة والثلاثين.


عائلة من الفلاحين للفنان الفرنسي لـوي لا نـان


نظرة سريعة إلى هذه اللوحة قد لا تكفي للاستمتاع ببهائها وتميّزها.
الجمال الشاعري الذي تختزنه بالإضافة إلى نُبل موضوعها هو ما دفع اللوفر للإصرار على اقتنائها في مطلع القرن الماضي مقابل حوالي مائة ألف فرانك.
واللوحة تعتبر اليوم من بين أفضل الأعمال الفنية الفرنسية التي ظهرت في القرن السابع عشر.
الرسّام لوي لا نان كان أحد ثلاثة أشقّاء كانوا يشتغلون بالرسم ويتقاسمون محترفا واحدا في باريس في بداية القرن السابع عشر.
كان الثلاثة يوقّعون لوحاتهم باسم الإخوة لا نان. وكانوا جميعا يرسمون حياة الفلاحين وسكّان الريف التي تتسم بالبساطة وشظف العيش.
كان أسلوب الإخوة الثلاثة في الرسم واحدا ومواضيعهم متشابهة إلى الحدّ الذي جعل من المستحيل تمييز لوحات كلّ منهم عن الآخر.
لكن في ما بعد أصبحت هذه اللوحة تُنسب إلى لوي لا نان تحديدا، وبالتالي صار أشهر الثلاثة.
في اللوحة نرى عائلة من المزارعين تتكوّن من ثمانية أفراد تتوسّطهم طاولة وُضعت فوقها بعض الأواني المنزلية.
أكبر الأطفال يبدو واقفا في وسط الغرفة وهو يعزف الناي، بينما ينشغل طفلان آخران بتدفئة نفسيهما في الجزء الخلفي من اللوحة.
وإلى اليسار، قريبا من مصدر الضوء، هناك ما يشبه النافذة أو الباب الموارب.
من الواضح أن العائلة ألفت تذوّق الأشياء البسيطة وحياة التقشّف. كما أنها إلى الفقر اقرب منها إلى عيشة الكفاف. ومع ذلك فملامح الأفراد تنمّ عن نبل وعن قناعة ورضا.
زمن عائلة لا نان حدث تحوّل في أذواق الناس الفنّية فأصبحوا يفضّلون المناظر التي تصوّر الحياة اليومية للناس البسطاء.
وقد قاد هذا التحوّل الرسّامون الهولنديون الذين كانوا أوّل من استحدث تقليد رسم الحياة اليومية اعتبارا من منتصف القرن السادس عشر.
بعد ذلك انتشر هذا النوع من الرسم إلى بقيّة أنحاء أوربّا. وظهر رسّامون فرنسيون وايطاليون يعنون برسم مشاهد من الحياة اليومية، خاصّة تلك التي تصوّر حياة المزارعين وأسلوب العيش في الأرياف.
هذه اللوحة لا تختلف عن بقيّة لوحات لا نان من حيث أنها محمّلة بالقيم الدينية والأخلاقية ومفاهيم الفضيلة وحبّ العمل والكسب المشروع.
كما يمكن اعتبارها امتدادا لفكرة البساطة الكلاسيكية التي تتسم بها الحياة العائلية في الريف والتي تتكرّر كثيرا في الرسم الفرنسي.
من ابرز خصائص هذه اللوحة أن الألوان فيها تبدو، هي الأخرى، متقشّفة وتكاد تقتصر على اللونين الأصفر والبنّي وتدرّجاتهما. لكنّ هذا لا يقلّل من جمال اللوحة ورونقها.
هناك أيضا التوازن والتناغم الذي يحكم العلاقة بين عناصر اللوحة وتفاصيلها المختلفة، بالإضافة إلى براعة الرسّام في تصوير تأثيرات الضوء والظلّ.
ومن الواضح أن الرسّام يكنّ تعاطفا حميما مع الفلاحين إذ يصورّهم بطريقة كريمة تخلو من السخرية أو الانتقاص.
ممّا يجدر ذكره أن غوستاف كوربيه كان معجبا جدّا بهذه اللوحة. وقد ألهمته رسم لوحات مماثلة تتخذ من نمط الحياة في الأرياف موضوعا لها.
من بين من رسموا المناظر الريفية بيتر بريغل الذي صوّر حياة الفلاحين بطريقة هزلية وساخرة، متأثّرا على ما يبدو بنظرة سكّان المدن الذين كانوا يعتبرون سكان الريف أشخاصا سذّجا ومسلّين.
كما رسم بيئات المزارعين والفلاحين فنّانون آخرون من أشهرهم جول بريتون وكميل بيسارو وفان غوخ وجان فرانسوا ميليه وغيرهم..


مـوت تشاتـرتون للفنان البريطاني هنـري واليـس

لأوّل وهلة، تفتنك هذه اللوحة بمزيج ألوانها الرائعة والمبهجة. غير أن موضوعها ابعد ما يكون عن الانطباع الذي تثيره ألوانها. فهي تصوّر حادثة موت احد الشعراء الانجليز الذين عاشوا في القرن الثامن عشر. وما تزال حادثة موته يحيط بها الكثير من علامات الاستفهام والغموض إلى اليوم.
كان توماس تشاترتون احد أقطاب الأدب الرومانسي. وكان لموته المبكّر وهو في سنّ السابعة عشرة اثر عميق على الشعراء الرومانسيين في زمانه.
ووردزوورث كان يصفه بالفتى المدهش.
وكيتس أهداه إحدى قصائده.
وكولريدج كتب عن موته قصيدة يصف فيها كيف انه غادر الحياة فقيرا، جائعا ومشرّدا.
واللورد بايرون اعتبر تشاترتون إنسانا عبقريا عُومل بالإهمال واللامبالاة.
شهرة توماس تشاترتون جاءت من تقليده أشعار راهب اسمه توماس راولي عاش قبل قرنين من ذلك الزمان.
وقيل إن تشاترتون كان يعدّل ويزيد في أشعار الراهب قبل أن ينسبها إلى نفسه.
وقد نشرت له الصحف آنذاك العديد من القصائد التي أسهمت في ذيوع اسمه وازدياد حظوته في أوساط الشعر والأدب. غير أن الصحافة توقّفت عن نشر المزيد من نتاجه بعد ما أشيع عن انتحاله قصائد غيره ونسبتها إلى نفسه.
وشيئا فشيئا، أحسّ تشاترتون باليأس ثم تدهورت أوضاعه وعانى من الفقر والتشرّد. وفي احد أيّام أغسطس عام 1770 عُثر على جثّته في غرفة على سطح احد المنازل القديمة والى جواره أوراقه وقصائده التي مزّقها قبل أن يموت.
وقيل وقتها إن الشاعر مات منتحرا اثر تناوله مادة الزرنيخ القاتلة.
هذه اللوحة هي أشهر لوحات هنري واليس، وفيها يصوّر حادثة موت تشاترتون بعد مرور حوالي مائة عام على الحادثة.
ويظهر تشاترتون في اللوحة وهو مستلق على سريره وعيناه مغلقتان ووجهه شاحب، بينما سقطت يده اليمنى على طرف السرير وإلى جواره زجاجة فارغة.
كما يظهر بالقرب من رأسه صندوق صغير مفتوح تناثرت منه الأوراق على أرضية الغرفة.
التباين القويّ بين الألوان، والضوء الذي يلقي بظلاله الباهتة على المكان، يضفيان على مشهد الموت طابعا دراماتيكيا.
بعد وفاة تشاترتون دُفنت جثّته في مقبرة تمّ تحويلها في ما بعد إلى سوق، ونُقلت رفاته بعد ذلك إلى مكان مجهول.
في العصور التالية، تعاظمت شهرة الشاعر وازداد الاهتمام به، خاصّة في سياق الثقافة الشعبية التي تمجّد الموت الناتج عن المخدّرات وتخلع على حوادث الانتحار في سنّ مبكّرة أوصافا رومانسية وجذّابة.
بعض المؤرّخين والنقّاد توقّفوا عند ظاهرة انتحار بعض الشعراء وربطوا ذلك بالانفعالات العميقة التي تنتاب الشاعر عادة وتدفعه نحو حالات متطرّفة من السلوك، من قبيل ما حدث للشاعرة الأمريكية المشهورة سيلفيا بلاث التي خنقت نفسها في فرن للغاز.
الانفعالات الشديدة والمتطرّفة قد تكون هي أيضا، برأي النقّاد، وراء موت العديد من الشعراء قبل بلوغهم سنّ الأربعين، مثل بيرسي شيللي وجون كيتس وآرثر رامبو وآن وإميلي برونتي والكسندر بوشكين واللورد بايرون. وهناك لوحة تصوّر الأخير وهو على فراش الموت بعد أن أصيب بجروح نافذة أثناء مشاركته في الحرب الأهلية اليونانية.
لكنْ مؤخّرا ظهرت تكهّنات تشكّك في الرواية التي تقول إن توماس تشاترتون مات منتحرا. فقد قام فريق من الأطبّاء بفحص كتاباته وتحليل شخصيّته وحالته العقلية والشائعات التي تناولت حياته الخاصّة ورجّحوا احتمال أن يكون موته عارضا بسبب جرعة زائدة من الزرنيخ الذي كان يتناوله لعلاج مرض تناسلي كان يعاني منه.
الرسّام هنري واليس عُرف عنه تأثّره بالأسلوب ما قبل الرافائيلي في الرسم. كما كان مهتمّا بالتاريخ واشتُهر عنه براعته في معرفة خصائص السيراميك وألّف عنه العديد من الكتب والمقالات.
وللرسّام لوحة أخرى مشهورة اسمها كسّار الحجارة صوّر فيها معاناة العمّال الفقراء الذين تدفعهم الحاجة للعمل المضني والشاقّ في ظلّ هيمنة الآلة وتغوّل رأس المال.


بورتريه شارلوت كورديه للفنان الفرنسي بـول جـاك بـودري

تصوّر هذه اللوحة احد الأحداث التاريخية المهمّة التي وقعت في فرنسا أواخر القرن الثامن عشر. كانت فرنسا وقتها غارقة في أتون الدماء والعنف الذي طبع الثورة الفرنسية منذ بداياتها.
كان العنف الهمجي مسيطرا، وانتشر الرعب في كلّ مكان. كان يكفي أن يرفع شخص إصبعه كي يُساق مئات الرجال والنساء إلى حتفهم.
وقد بلغ العنف ذروته في ما سُمّي بعهد الرعب، حيث سُفكت الكثير من الدماء وقُطعت العديد من الرؤوس تحت المقصلة. حتّى الملك نفسه لم ينجُ من السكّين الرهيبة.
جان بول مارات كان احد الثوّار الذين سقطوا في وحل العنف الأعمى. وقد أرسل هذا الشخص ألوف الأبرياء إلى قبورهم. وبلغ من ساديّته انه كان يتملّكه الفرح عند سماعه أخبار موت ضحاياه.
في حياته المبكّرة، كان مارات إنسانا مختلفا. كان طبيبا مرموقا وصديقا للنبلاء، كما كانت له اهتمامات فكرية وصحفية.
لكن عندما انتقل للعمل السياسي أصبح شخصا آخر. الحكايات المنقولة عنه ترسم له صورة شيطان في هيئة إنسان. حبّه للقتل والانتقام لم يوفّر حتى اقرب أصدقائه. ونتيجة لذلك، أصبح شخصا مكروها من معظم الناس.
كان مارات يعرف أن حياته أصبحت في خطر. وكانت تؤرّقه صور أعدائه وخصومه الكثيرين الذين كانوا يترصّدونه مطالبين برأسه.
في تلك الأثناء، كانت هناك فتاة اسمها شارلوت كورديه تستمع من بيتها الهادئ إلى قصص الاغتيال والقتل الرهيبة التي حوّلت باريس إلى مدينة للدم. وقد تداخلت هذه الحكايات في مخيّلة الفتاة مع صور معاناة الفلاحين ووحشية جامعي الضرائب وقمع النظام.
كان كلّ ما تتمنّاه كورديه أن يتحوّل نظام الحكم إلى ملكية دستورية وأن ينتهي عهد الاستبداد. ولهذه الغاية قرّرت أن تذهب إلى باريس وأن تقتل مارات بيديها.
وعندما وصلت، كتبت له رسالة تطلب فيها السماح لها بزيارته في بيته لإحساسها أن حياته باتت في خطر ولأن لديها معلومات عن انتفاضة وشيكة.
في ذلك الوقت، كان مارات مصابا بمرض جلدي مزمن لا يخفّف منه سوى بقائه لفترات طويلة في الماء الساخن. وقد اعتاد أن يستقبل زوّاره في الحمّام الذي تحوّل إلى مكتب. كما كان يقضي معظم وقته ملفوفا بمنشفة منقوعة في الخلّ ومستلقيا في وعاء ماء ضخم.
جاء الردّ من مارات بالسماح لـ شارلوت بزيارته في بيته. وعندما وصلت وسمع صوتها الرقيق عبر الباب، أعطى أوامره فورا لحرّاسه بالإذن لها بالدخول. وعندما دخلت، نظرت إلى الرجل الهزيل الذي تشبه ملامحه وجه فأر وهو يدور ويتعثّر في المغطس.
كانت تخفي تحت ملابسها سكّينا طويلا. وقد شاغلته بسؤال عن مثيري الفتن فقاطعها بقوله: لا تخافي! كلّ هؤلاء سترين رؤوسهم قريبا تحت المقصلة!". وقبل أن يكمل جملته، استلّت السكّين وغرستها بكلّ ما تملكه من قوّة في جنبه الأيسر لتخترق قلبه ورئته. وعندما سقط مارات، نادى على خادمته طالبا النجدة.
هذه هي اللحظة التي صوّرها بول جاك بودري في لوحته. إذ تظهر المرأة وهي تقف متحفّزة في طرف الغرفة بعد أن أتمّت مهمّتها. مارات يبدو في اللوحة وقد تكوّم على نفسه لفرط إحساسه بالألم جرّاء السكّين المنغرزة في صدره بينما راح الدم يتدفق من فمه. منظر الغرفة يشي بحجم الفوضى والاضطراب الذي أعقب الحادثة.
الرسّام جاك لوي دافيد صوّر، هو أيضا، هذه اللحظة في لوحته المشهورة موت مارات. في لوحة دافيد، مارات هو البطل. بينما اختار بودري أن يعطي أهميّة اكبر لدور المرأة. ومن الواضح أن دافيد اختار أن لا تظهر المرأة في لوحته، لأنه كان يعتبر عملها جريمة بحكم الصداقة القويّة التي كانت تربطه بـ مارات.
ولدت شارلوت كورديه لعائلة ارستقراطية. وفي بواكير حياتها، قرأت فولتير وروسو وبلوتارك. كما كانت مفتونة بأخبار المآثر والبطولات وبحبّ الإنسان لوطنه والتضحية بروحه في سبيل أبناء شعبه.
ويبدو أن نوعية قراءتها دفعتها لأن تصبح إنسانة مثالية ويائسة، بل وربّما معزولة عن حقائق المجتمع، لأنها اعتقدت أن حادثا عنيفا واحدا يمكن أن يعيد النظام والهدوء إلى فرنسا.
كانت شارلوت كورديه تؤمن بأن الموت في سبيل الغير هو أكثر أنواع الموت نبلا وشجاعة. وعندما كانت تفكّر بالموت كانت تعتريها نشوة وتتمنّى أن يكون يوم موتها المجيد قريبا.
وقد سبّب قتلها لـ مارات ردود فعل متباينة. البعض اعتبر فعلها جريمة. بينما اعتبرها آخرون نسخة أخرى من جان دارك. لكن ما من شكّ في أن ما قيل عن جمالها ورباطة جأشها وإيمانها بالفلسفة الرواقية جعل منها شخصية مثيرة ونادرة زمن الثورة الفرنسية.
لكنّ المحزن أنها بقتلها مارات حوّلته إلى بطل لقضيّة الثوّار وأعطت مؤيّديه وأنصاره مبرّرا لإعدام المزيد من المعارضين.
بعد عملية الاغتيال، اُخذت شارلوت كورديه إلى السجن ثم مثلت أمام محكمة عسكرية. وقد عُيّن لها محام للدفاع عنها وأعلن أنها مجنونة وبالتالي غير مسئولة عن تصرّفاتها. لكنّها نفت كلام المحامي وأكّدت على أنها قتلت وحشا كي تنقذ حياة مائة ألف، في إشارة إلى كلمات روبسبير التي قالها بعد إعدام الملك لويس السادس عشر.
وقد أصدرت المحكمة حكمها بإعدام شارلوت كورديه قبل أيّام من بلوغها سنّ الخامسة والعشرين. ونُفّذ فيها الحكم في يوم ممطر وعاصف. وكانت آخر كلماتها قبل أن تهوي على رأسها المقصلة: لقد أدّيت واجبي. لا أطلب شيئا ولم يعد يهمّني شيء!".


دراسة حديثة لتفسير ابتسامة الموناليزا



الشرق الاوسط -
دراسة حديثة لتفسير ابتسامة الموناليزا
الموناليزا (الجيوكندا) التحفة الفنية التي رسمها ليوناردو دافنشي في القرن السادس عشر طالما حيرت النقاد ومحبي الفن، وكثرت الدراسات حولها والتكهنات عن صاحبتها الغامضة وسر ابتسامتها. واخر هذه الدراسات قام بها المجلس الوطني للابحاث في اوتاوا بكندا، اوردتها وكالة الصحافة الفرنسية، بناء على طلب من متحف اللوفر الفرنسي اثبت فيها ان الابتسامة الغامضة للجيوكندا هي ابتسامة امراة شابة سعيدة رزقت بطفل لتوها.
وقال برونو موتان، أمين متاحف فرنسا في مؤتمر صحافي عقده في اوتاوا، ان الدراسة كشفت ان موناليزا كانت ترتدي «منديلا من الشاش شفافا معلقا بفتحة اللباس الذي يغطي صدرها، وهو ما كانت ترتديه النساء الحوامل او اللواتي وضعن طفلا للتو»، مضيفا «هذه اللوحة رسمت بمناسبة ولادة الطفل الثاني لموناليزا. انها امرأة رزقت للتو بولد، تلتفت اليك، تحدق فيك، وهي تبتسم بخفر!».

وعرفت المرأة الشابة التي تبدو بنصف ابتسامة غامضة بأنها ليزا جيرارديني زوجة تاجر من فلورنسا يعرف باسم فرانشيسكو دي جوكوندو.

واعتمد فريق البحث على تقنية تصوير تعتمد على الاشعة ما فوق الحمراء التي تجعل بعض الانسجة شفافة بما يسمح برؤية طبقات الالوان تحتها. وهكذا توصل الفريق الى معرفة ان الجيوكندا لم تترك شعرها منسدلا «وانما مرفوعا في كعكة ضمتها قبعة قماشية صغيرة من الخلف».

ولطالما ظن الناس ان موناليزا ارخت شعرها على كتفيها الامر الذي حير المؤرخين لأن هذه الطريقة بتصفيف الشعر في عصر النهضة «كان خاصية الشابات والنساء سيئات السمعة وهو ما لا ينطبق على سيدة راقية وزوجة تاجر حرير» كما شرح موتان.

واوضح انه «لا وجود للغز في اللوحة كما في كتاب شيفرة دافنشي» الذي الفه دان براون الذي يستعيد تقنية المعلم دافنشي كلها. واضاف «اللغز الحقيقي هو ما اكتشفناه الان».

وقال الخبراء ان اللوحة في حالة هشة لكنها لن تواجه ضررا كبيرا اذا احيطت برعاية دقيقة.

وقال جون تايلور احد الباحثين إن طبقة الطلاء وان كانت تعاني تفسخا الا انها تبقى متماسكة بفضل ركيزتها المصنوعة من الصفصاف، مضيفا «انه لخبر سعيد بالنسبة الى عمل فني عمره 500 عام».

وقال مدير متحف اللوفر هنري لويريت لوكالة الانباء الفرنسية ان «المسح الثلاثي الابعاد اتاح لنا تعميق فهمنا لتقنية ليوناردو دافنشي التي تقوم على الظلال الدخانية القوية لكنها ايضا تسمح لنا معرفة تقنية الحفظ» وبالتالي سيتمكن الخبراء من متابعة ابحاثهم حول تقنية «الظلال الدخانية».

ويتيح المسح الثلاثي الابعاد معرفة ضربات الريشة على القماشة. لكن «سطح الجيوكندا لا يظهر اي ضربة ريشة» كما يقول تايلور، ويضيف «فطبقة الطلاء رقيقة جدا ومتجانسة» كما ان المسح لم يظهر آثارا لبصمات الاصابع رغم ان خبراء اخرين يؤكدون انه رسم الجيوكندا باصابعه كما فعل في لوحات اخرى.

فنسنت فان جوخ (1853 -- 1890)

فنسنت فان جوخ (1853 -- 1890)




زهرة تباع الشمس




قوارب الصيد على شاطئ البحر




الغابات





شجرة الخوخ





اللوز





منازل في اوفير






إناء للزهور




حقل القمح مع القبرة






شرفة الطابق والمراقبة في مولان

بول رانسون

بول رانسون


"شجرة التفاح الأحمر مع الفاكهة."




بول رانسون (1864 -- 1909) وقاد في مرحلة ما بعد الانطباعية ، تنصهر فيها صور من الطبيعة ، والاستعارات والرموز الشخصية

الأولاد الشحاذيين للفنان الاسباني موريللو

الأولاد الشحاذيين

للفنان الاسباني موريللو











رسام اسباني ولد عام 1617 وتوفي عام 1682. ولد في اشبيلة ويعد من أبرع الرسامين في القرن السابع عشر, وقد تميز أسلوبه الفني بدقه الزخرفه وغرابتها أحيانا, وبوضع الأشكال المنحرفه والملتوية في لوحاته.

واهتم موريللو برسم مظاهر الحياة الفقيرة التي كان يعيشها الناس من حوله, خاصه أطفال الشوارع. وقد حدث تطور هام في الاسلوب الفني لهذا الرسام, عندما زار مدينه مدريد العاصمة , حيث درس هناك لوحات فناني عصر النهضه الايطاليين مثل مايكل أنجلو, وكذلك تأثر بالفنانين روبنز وفيلاسكويز, فاصبحت ألوانة أكثر اشراقا واهتم بالضوء وتوزيعه على كل أنحاء اللوحه الفنية. وقد اكتسب موريللو شهرته من اهتمامة برسم الموضوعات الاجتماعية.

لوحات عالمية





شارع في القاهرة :

لوحة للرسام البريطاني فارلي جون الأبن (1850- 1933 ) رسمها على القماش المعالج قياس 50?60سم بالألوان الزيتية وذلك سنة ا882 في عهد الخديو توفيق .

بابلو بيكاسو

بابلو بيكاسو رسام إسباني (25 اكتوبر 1881-8 أبريل 1973) من أشهر رسامي العالم. ولد في مدينة مالقة (إسبانيا)، ومنذ مولده أطلقت عليه عدة أسماء، منها (بابلو دييجو) و(فرانشيسكو باولا)، ولم يبقى من هذه الأسماء سوى اسم (بابلو).

أما اسم (بيكاسو) فأخذه من اسم والدته (ماريا بيكاسو) وكان أبوه يُدعى (خوزيه رويز بلاسكو)، ويعمل أستاذا ً للرسم والتصوير.

ظهر نبوغ (بابلو) في سن مبكرة، وبدأ يرسم تحت اشراف أبيه، وفى سن الثالثة عشر قام بابلو بتكملة رسم لحمام بدأ والده برسمه ثم تركه ولم يكمله والتحق بعدها مباشرة بمعهد الفنون الجميلة واجتاز الامتحان الصعب الذي يعقد للمتقدمين للألتحاق بالمعهد، وأكمل بعد ذلك دراسته بأكاديمية (سان فرناندو) للفنون، ثم قرر بعد ذلك والده إرساله إلى لندن ليتعلم الفن من الفنانين الإنجليز؛ ولكن وهو في الطريق إلى لندن توقف في باريس سنة 1900 ثم استقر بها نهائيا سنة 1904 واستقر بها ليبدأ رحلته الفنية.

التكعيبية : ثم كانت ولادة التكعيبية، بداية مرحلة جديدة في تاريخ الفن المعاصر حينما اشترك بيكاسو مع جورج براك في نفس هذا الاتجاه في غضون المدة من 1907-1909.وقد استلهما تلك التكعيبية من دراسة سيزان. إلى جانب دراسة الفن البدائي.والنحت الافريقي. وأولى لوحاته في ذلك العهد هي لوحة انسات افنيون عام 1907

من أشهر اعماله لوحة (الجرنيكا)، (مأساة كوريا).


توفي (بابلو بيكاسو) في أبريل 1973.

متحف اللوفر


متحف اللوفر (بالفرنسية: Musée du Louvre)من أهم المتاحف الفنية في العالم، ويقع على الضفة الشمالية لنهر السين في باريس عاصمة فرنسا. يعد متحف اللوفر أكبر صالة عرض للفن عالميا، كان عبارة عن قلعة بناها فيليب أوغوست عام 1190، تحاشيا للمفاجآت المقلقة هجوما على المدينه أثناء فترات غيابه الطويلة في الحملات الصليبية، وأخذت القلعة اسم المكان الذي شُيدت عليه، لتتحول لاحقا إلى قصر ملكي عرف باسم قصر اللوفر قطنه ملوك فرنسا وكان آخر من اتخذه مقرا رسميا لويس الرابع عشر الذي غادره إلى قصر فرساي العام 1672 ليكون مقر الحكم الجديد تاركا اللوفر ليكون مقرا يحوي مجموعة من التحف الملكية والمنحوتات على وجه الخصوص. في عام 1692 شغل المبنى أكاديميتان للتمثيل والنحت والرسم والتي افتتحت أولى صالوناتها العام 1699. وقد ظلت تشغل المبنى طوال 100 عام. وخلال الثورة الفرنسية أعلنت الجمعية الوطنية أن اللوفر ينبغي أن يكون متحفا قوميا لتعرض فيه روائع الأمة. ليفتتح المتحف في 10 أغسطس 1793. ويعد اللوفر أكبر متحف وطني في فرنسا ومن أكثر المتاحف التي يرتادها الزوار في العالم. خضع في عهد الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتيران إلى عمليات إصلاح وتوسعة كبيرة.

ليوناردو دا فينشي

ليوناردو دا فينشي (1452 - 1519 م)، يعد من أشهر فناني النهضة الإيطاليين على الإطلاق وهو مشهور كرسام، نحات، معماري، وعالم. كانت مكتشفاته وفنونه نتيجة شغفه الدائم للمعرفة والبحث العملي، له آثار عديدة على مدارس الفن بإيطاليا امتد لأكثر من قرن بعد وفاته وإن أبحاثه العلمية خاصة في مجال علم التشريح البصريات وعلم الحركة والماء حاضرة ضمن العديد من اختراعات عصرنا الحالي. وقيل عنه إن ريشته لم تكن لتعبر عما يدور بذهنه من أفكار وثابة حتى قال عنه ب. كاستيلون: "من الطريف جدا أن الرسام الأول في العالم كان يكره الفن، وقد انصرف إلى دراسة الفلسفة، ومن هذه الفلسفة تكونت لديه أغرب المفاهيم، وأحدث التصورات، ولكنه لم يعرف أن يعبر عنها في صوره ورسومه