الجمعة، 25 يونيو 2010

درس فـي آلــة البـانجــو للفنان الأمريكي هنــري تانــر

في هذه اللوحة الجميلة، تتجلى القوّة التعبيرية والانفعال المكثّف في أسمى معانيهما. وليس بالمستغرب أن تصبح اللوحة مع مرور السنوات ايقونة للفنّ الأفريقي في العالم وصورة للعاطفة الأبوية والقيم العائلية بشكل عام.
لكن الأهم من ذلك أنها أصبحت رمزا للأمل والإلهام والصبر بالنسبة لزعماء الأفارقة الأمريكيين والفنّانين السود الشباب.
كان هنري تانر أهمّ فنان أمريكي اسود في القرن التاسع عشر، كما انه أول فنان من أصول أفريقية يحقّق شهرة عالمية.
ولد في العام 1859 في بنسلفانيا لاب كان يعمل قسّيسا بإحدى الكنائس، ودرس الرسم في أكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة وتتلمذ على يد توماس ايكنز الذي كان له ابلغ الأثر في تعليم تانر واختيار أسلوبه الفنّي.
وفي عام 1996 أصبحت لوحته "كثبان رملية عند المغيب" أول عمل فنّي لرسّام اسود ُيضمّ إلى المجموعة الفنية الدائمة الخاصّة بالبيت الأبيض.
سافر تانر إلى روما ولندن، ثم حلّ أخيرا في باريس حيث درس لبعض الوقت في اكاديمية جوليان. وفي باريس أنجز لوحته الأشهر "درس البانجو" المستوحاة من قصيدة للشاعر بول لورنس دونبار. واللوحة تصوّر رجلا مسنا يعلم حفيده كيفية عزف البانجو وهي آلة موسيقية أفريقية صميمة.
في باريس أيضا رسم تانر لوحته المعروفة "دانييل في عرين الأسد" التي استقبلت بترحاب كبير في أوساط صالون باريس ونال الفنان عليها جائزتين مرموقتين.
عاد الفنان مرة أخرى إلى الولايات المتحدة ومكث هناك بضعة اشهر، لكنه قرّر العودة ثانية إلى باريس بعد أن اقتنع باستحالة العيش في ظلّ أجواء التمييز العنصري التي كانت سائدة في أمريكا في ذلك الحين.
وبمجرّد عودته إلى فرنسا تزوّج من مغنية أوبرا بيضاء من سان فرانسيسكو كان قد التقاها من قبل في باريس. وبسبب ذلك الزواج قرّر تانر أن يعيش في فرنسا بشكل دائم.
زار هنري تانر فلسطين مرارا واستمدّ من أجوائها الروحية مواضيع للعديد من لوحاته الدينية. وتوفي في باريس في عام 1937م.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق