الاثنين، 28 يونيو 2010

امـرأة بمظلـة "مدام مونيه وابنها" للفنان الفرنسي كـلـود مـونيـه

مونيه بالنسبة للكثيرين هو واسطة العقد بين جميع الفنانين الانطباعيين، وكلّ عمل من أعمال هذا الفنان الاستثنائي هو عالم قائم بذاته.
ومعظم نقاد الفنّ يجمعون على اعتبار هذه اللوحة احد اشهر وأفضل أعماله. ويمكن التدليل على ذلك بما حققته اللوحة من ذيوع وانتشار كبيرين. وبالإمكان رؤيتها على أغلفة العديد من الروايات العاطفية وكتب النقد الفني وأقراص الموسيقى المدمجة وخلافها.
في هذه اللوحة يلخّص مونيه المفهوم الانطباعي عن اللمحة الخاطفة. فاللوحة توصل بطريقة رائعة الإحساس باللقطة عندما تقتنص في اللحظة المناسبة خلال رحلة لزوجة الفنّان وابنه في يوم مشمس جميل.
طريقة رشّ الألوان النابضة والخفيفة تلعب دورا رئيسيا في خلق شعور بالتلقائية. ومن الصعب ونحن نتمعّن في هذه اللوحة أن نتبيّن إلى أين ستنتهي الغيوم الخفيفة آو متى تبدأ الريح في تحريك وشاح المرأة.
الطيّات اللولبية في فستان السيّدة هي تجسيد للنسيم الذي نكاد نحسّ به هنا وهو يتخلّل ثنايا المشهد كله.
أما ضوء الشمس الآتي من جهة اليسار فيقف في مواجهة الريح القادمة من اليمين، والشمس والريح يتماسّان ليشكلا دوّامة في منتصف اللوحة تبدأ بأوراق العشب المتثنية وتنعطف عبر المساحات البيضاء في مؤخّرة الفستان وحتى أعلى المظلّة.
أما المنظر من اسفل فيضفي ظلا على صورتي المرأة والطفل ليكثف بالتالي التأثير الديناميكي للشمس والضوء.
مونيه استطاع في هذه اللوحة أن يحقّق تباينا مبهجا بين الريح والغيم والضوء وثبات ارض المرتفع، من خلال ربط كلّ هذه العناصر بوضعية شخص المرأة.
واخيرا تجدر الإشارة إلى أن مصطلح الانطباعية اشتقّ من اسم لوحة لـ مونيه بعنوان "شروق انطباعي". وقد اختير الاسم ليوضع على عجل كعنوان للدليل المصوّر الخاصّ بمعرض فنّي أقيم في باريس العام 1874م.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق