الاثنين، 28 يونيو 2010

اورفـيــوس للفنان الفرنسي غوستـاف مـورو


كان غوستاف مورو رساما غير تقليدي، وكان يفضّل دائما أن يكون له أسلوبه الخاص بدلا من اتباع التقاليد الفنية التي كانت سائدة في عصره.
مورو كان معروفا على وجه الخصوص برسوماته الرمزية والغامضة. واكثر أعماله تعكس اهتمامه الكبير بالدين والأساطير.
وهناك ثيمات محددة تتكرر كثيرا في رسوماته، واحداها هي ما عرف بفكرة المرأة القاتلة "femme fatale" كما تجسدها لوحته عن سالـومي مثلا.
وما تزال لوحاته إلى اليوم تضج بالحيوية وتحظى بالرواج. و اورفيوس هي واحدة من اشهر أعمال مورو التي تظهر ولعه بتصوير الأساطير القديمة.
اورفيوس في الأسطورة كان معروفا ببراعته في الموسيقى إلى جانب إتقانه فنون السحر والحكمة.
وكان عزفه يفتن الحيوانات وغيرها من الكائنات. وقد احب اورفيوس اوريديشي وتزوجها لكنها سرعان ما ماتت بلدغة ثعبان.
اورفيوس اعتبر أن ما حدث لحبيبته لم يكن عدلا، فقرّر الذهاب إلى العالم السفلي واعادتها إلى الحياة.
وكان سلاحه في تلك المغامرة هو موسيقاه التي سحر بها الأشباح والهة الموت.
لكن أثناء عودته هو وحبيبته إلى عالم الأحياء التفت اورفيوس وراءه ليتحقق من أن اوريديشي تقتفي أثره، وكان في ذلك إخلال بالعهد الذي قطعه للإله هيدز، الأمر الذي دفع الأشباح إلى اختطاف اوريديشي واعادتها ثانية إلى عالم الأموات.
وهنا يقع اورفيوس مرة أخرى فريسة للحزن والأسى ويقرر تجنّب مصاحبة النساء طيلة حياته، مما يجلب عليه غضب نساء نرسيس اللاتي هجمن عليه في أحد الاحتفالات ومزّقن جسده عقابا له على صدّه وتجاهله لهن.
ومنذ ذلك الحين تحوّلت قصة هبوط اورفيوس إلى العالم السفلي إلى فكرة ترمز للعاشق الذي يحاول استعادة حبيبته وتخليصها من براثن الهلاك لكنه يفقدها ويفقد نفسه في النهاية نتيجة تسرّعه وحرصه المفرط.
ُيذكر أن أسطورة اورفيـوس كانت عبر العصور المتعاقبة موضوعا للكثيـر من القصص والمسرحيـات وقصائد الشعر والأعمال التشكيلية والمعزوفات التي ألفها مشاهير الموسيقيين أمثال سترافينسكي و اوفنبـاخ وسواهما.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق