الاثنين، 28 يونيو 2010

الــربيــع للفنان الفرنسي بيير اوغست كوت

في هذه اللوحة الجميلة يصوّر اوغست كوت لحظات حبّ حميمة بين شابّ وفتاة يطوّق كل منهما الآخر، بينما يجلسان فوق أرجوحة ثُبّت طرفاها في فروع شجرة بإحدى الغابات.
لوحة "الربيع" يقال أحيانا أنها احد أفضل الأعمال الفنية التي تصوّر مشهدا رومانسيا. ولطالما خلبت هذه اللوحة خيال الكثيرين طوال الأعوام المائة والثلاثين الماضية.
بعد أن أكمل كوت رسم اللوحة أواخر القرن التاسع عشر، عرضها في صالون باريس حيث لقيت الكثير من الإعجاب والتقدير. وفي ما بعد، اشتهرت اللوحة كثيرا وذاع صيتها أكثر من الرسّام نفسه. وأصبحت مع مرور الأيام أيقونة ترمز إلى حسيّة ونكهة القرن التاسع عشر.
وقد تمّ استنساخ ملايين الطبعات من اللوحة واستخدمت لتزيين الورق الحائطي وأعمال البورسلين والبطاقات البريدية والبوسترات وغيرها.
عندما عُرضت اللوحة لأوّل مرة في باريس، اشتراها أحد الأثرياء ومن ثمّ بيعت لأحد جامعي القطع الفنية. ثم أعيرت اللوحة في ما بعد إلى متحف بروكلين حيث ظلت فيه أكثر من خمسة وثلاثين عاما قبل أن يستعيدها صاحبها الأول. وفي السنوات الأربعين التالية، اختفت اللوحة تماما وضاع كلّ اثر لها، إلى أن ظهرت مجدّدا وقد علاها التراب في مستودع فندق أمريكي قديم.
وقبل سنوات عُرضت اللوحة الأصلية في مزاد سوثبي اللندني. غيـر أنها لم تحقّق السعر الذي كان يطمع به صاحبها.
كان بيير اوغست كوت فنانا مجتهدا ونشطا. وقد درس الرسم في مدرسة الفنون الجميلة في تولوز قبل أن يذهب إلى باريس التي تعلّم فيها على يد كلّ من كابانيل وبوجيريو.
وكان من عادته أن يستيقظ فجر كلّ يوم ليرسم، مستفيدا من كمّية ونوعية الضوء المتوفّر باكرا. وكثيرا ما كان يذهب إلى الريف الفرنسي باحثا عن أجمل البائعات وخادمات المنازل كي يرسمهن في لوحاته.
وتتسم أعمال كوت بالأصالة وبمزجها بين السمات الكلاسيكية للرسم والأحاسيس الإنسانية البريئة. وقد اشتهر أيضا برسم البورتريه. ومن بين أعماله كلّها، لا تضاهي الربيع شهرة وانتشارا سوى لوحته الأخرى العاصفة الموجودة في متحف المتروبوليتان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق