الخميس، 24 يونيو 2010

بحـثـاً عـن الحــبّ للفنّان النمساوي هـانـز زاتشـكـا

لا تخلو ثقافة من ثقافات العالم من حكايات الحوريّات أو الجنّيات التي يتمّ استدعاؤها من عالم الخيال والغموض لرسم صورة مصغّرة عن الحياة وللتأكيد على قيم تربوية أو أخلاقية معيّنة.
والاعتقاد بوجود الحوريّات أمر شائع في مختلف الثقافات العالمية. ومن أشهر من كتبوا عنها شكسبير ومن الأدباء المعاصرين الكاتب الدانماركي هانز كريستيان اندرسن . كما تحفل ألف ليلة وليلة بقصص الجنّيات وعرائس البحر. وفي الأساطير الإغريقية والمصرية والهندية والصينية الكثير من الإشارات والقصص عن هذه المخلوقات الخرافية.
ومن بين الرسّامين الذين اهتمّوا بتصوير الحوريات هانز زاتشكا المولود في فيينّا بالنمسا العام 1859 م.
وتحتشد لوحات هذا الفنّان بصور لجنّيات وملائكة وبحار ومروج وغابات وغدران.
والكثير من لوحات زاتشكا مألوفة حيث تظهر كثيرا على البطاقات البريدية التي تستخدم لتبادل التهاني بالمناسبات الدينية والاجتماعية.
بعض الأساطير القديمة تتحدّث عن الحوريّات باعتبارهنّ جنسا وسيطا ما بين الملاك والإنسان، ولذا فهن يعشن في عالم أبدي موازٍ لعالم البشر في منتصف المسافة بين الدنيا والعالم الآخر.
وتذكر أساطير أخرى أن الحوريّات يعشن فوق تلال عالية بعيدة أو في جزيرة مسحورة في أعالي البحار أو في أعماق المحيطات.
في هذه اللوحة نرى عذراء شابّة تقف على شاطئ إحدى البحيرات وهي تودّع ملاكا صغيرا معتليا صدفة بحر ضخمة تجرّها إوزّة.
هنا استخدم الفنان ألوانا شاحبة قوامها الأخضر والأبيض وتدرّجاتهما وظلالهما المختلفة لكي يؤكّد على رقّة وبراءة الموضوع ولاضفاء مسحة من القداسة والفانتازية على عموم المشهد.
ويبدو أن قصص الحوريات كانت رائجة كثيرا زمن هانز زاتشكا، وربّما لهذا السبب كانت لوحاته تستمدّ موضوعاتها من قصص الجنيات وغيرها من المخلوقات الأسطورية.
وحسب بعض الثقافات الأوربية، فإن الحوريّات يوجدن في الطبيعة ويأخذن شكل شجرة أو بحيرة أو زهرة ولهنّ قدرات سحرية خارقة وارتباط وثيق بدنيا البشر وشئونهم من زواج وحبّ وميلاد وموت وخلافه.
في بعض الفترات، كانت قصص الحوريّات موضوعا مفضّلا للكثير من الأدباء والشعراء والرسّامين والموسيقيّين، بالنظر إلى أنها تقدّم صورة بريئة عن العالم وتعكس جوانب من شخصية الإنسان وتعزّز إحساسه بنفسه وبالطبيعة من حوله.
المعروف أن القرون الوسطى شهدت ذروة اهتمام الناس بقصص الحوريّات والسحرة والجان مع اشتداد حملة مطاردة وقتل الساحرات في أوربّا آنذاك.
وقد استهوت هذه القصص عددا من الشعراء والفنّانين الفيكتوريين الذين اتّخذوا منها مواضيع لاعمالهم.
لا يعرف عن الفنان هانز زاتشكا سوى أنّه تلقّى تعليمه في أكاديمية الفنون الجميلة في فيينّا وعمل لبعض الوقت مع والده في زخرفة وتزيين الكنائس.
اليوم يبدي جامعو الأعمال الفنية اهتماما متزايدا باقتناء وشراء لوحاته.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق