أصبح هذا البورتريه منذ إتمامه قبل حوالي مائتي عام أشهر لوحة تصوّر وولفغانغ اماديوس موزارت، احد أشهر المؤلفين الموسيقيين الكلاسيكيين وأكثرهم إنتاجا وتميّزا.
ورغم أن البورتريه رُسم بعد وفاة الموسيقي المشهور بحوالي 18 عاما، فإنه - بشهادة من عرفوا موزارت عن قرب - ينقل ملامحه بشكل دقيق جدّا.
وعلى مرّ سنين طويلة، ظهرت هذه الصورة على أغلفة عشرات الكتب التي تتحدّث عن حياة موزارت وموسيقاه وأشهرها كتاب آرثر هتشينغز: "موزارت الرجل والموسيقيّ". كما ظهرت على أغلفة عدد كبير جدّا من الكاسيتات والأقراص المدمجة التي تتضمّن أعمال موزارت الموسيقية.
الغريب أن رواج هذا البورتريه وشهرته الواسعة جاء على حساب الفنانة التي رسمته، إذ لا احد يعرف اليوم شيئا عن باربرا كرافت ولا عن حياتها أو أعمالها الأخرى. غير أن اسمها ربّما يوحي بأنها ألمانية أو نمساوية.
في البورتريه نرى موزارت بوجه شاحب وقوام هزيل وعينين واسعتين زرقاوين ومتوهّجتين. وهو هنا يبدو بمزاج مرتاح نسبيا وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة خفيفة يخالطها مسحة حزن..
في اللوحة أيضا يرتدي موزارت باروكة بظفيرتين ضخمتين على جانبي الرأس من الطراز الذي كان يستخدمه الموسيقيون في الحفلات الرسمية، بالإضافة إلى جاكيت بلون أحمر طرّزت حوافّه بالذهب.
ويقال إن موزارت كان شديد الشبه بوالدته، خاصّة فمه وعينيه وانفه التي تبدو ناتئة قليلا في منتصفها. وثمّة من يقول إن شقيقة الفنان هي التي أعطت باربرا كرافت أوصافه. كما اعتمدت الرسّامة على صورة قديمة لموزارت يظهر فيها جالسا إلى البيانو برفقة والده وأخته.
النقاد اعتبروا هذا البورتريه دائما عملا تشكيليا خاصّا ومتميّزا يبدو فيه الموسيقي بهيئة رسمية ونظرات متأمّلة تنم عن ذكاء صاحبه وعبقريته.
موزارت يعتبر اليوم احد أكثر رموز الموسيقى الكلاسيكية شعبية وانتشارا. ومن دلائل عبقريته المبكّرة انه كتب أولى سيمفونياته وهو في سنّ الثامنة. ورغم انه توفي وعمره لا يتجاوز الخامسة والثلاثين فقد ترك أكثر من 600 قطعة موسيقية ما بين كونشيرتو وسيمفونية وأوبرا وسوناتا.. إلى آخره.
وبعد وفاته راجت نظريات كثيرة ومتناقضة تفسّر حادث موته المفاجئ والغامض. ومؤخّرا توصّل فريق من الأطباء والمؤرّخين إلى استنتاج مؤدّاه أن موزارت مات جرّاء إصابته بالحمّى الروماتيزمية "وهو مرض يعالج اليوم بالقليل من المضادّات الحيوية". كما استنتجوا أن لا صحّة لنظريات المؤامرة التي تحدّثت عن مقتل موزارت بالسم على يد منافسه الموسيقار الايطالي انتونيو سالييري.
وفي وقت سابق من هذه السنة تواترت أنباء عن العثور على لوحة نادرة أخرى لموزارت قيل إنها رّسمت له في سنّ السابعة والعشرين، أي عندما كان في ذروة صعوده وشهرته.
وقد ظلت اللوحة الأخيرة في عهدة أجيال من عائلة احد أصدقاء والد موزارت الذي كان احد كبار ملاك الأراضي في سالزبورغ إلى أن ابتاعها في شهر مارس الماضي مليونير أمريكي لم يُكشف النقاب عن اسمه ولا عن الثمن الذي دفعه مقابل اللوحة.
في ثمانينات القرن الماضي، ساد العالم ما يشبه حالة الهوس بموزارت والشغف بموسيقاه في أعقاب ظهور فيلم اماديوس للمخرج التشيكي ميلوش فورمان. وفي عام 1991 تكرّست صورة موزارت، أكثر، باعتباره ظاهرة ثقافية عالمية مع احتفال العالم بمرور مائتي عام على مولده.
توفي موزارت في فيينا يوم الخامس من ديسمبر عام 1791 بينما كان ما يزال يعكف على كتابة نشيده الجنائزي. ويقال انه مات فقيرا ومنسيا ولم يسِرْ في جنازته سوى عدد قليل من الناس قبل أن يوارى الثرى في قبر ما يزال إلى اليوم مجهولا.
ورغم أن البورتريه رُسم بعد وفاة الموسيقي المشهور بحوالي 18 عاما، فإنه - بشهادة من عرفوا موزارت عن قرب - ينقل ملامحه بشكل دقيق جدّا.
وعلى مرّ سنين طويلة، ظهرت هذه الصورة على أغلفة عشرات الكتب التي تتحدّث عن حياة موزارت وموسيقاه وأشهرها كتاب آرثر هتشينغز: "موزارت الرجل والموسيقيّ". كما ظهرت على أغلفة عدد كبير جدّا من الكاسيتات والأقراص المدمجة التي تتضمّن أعمال موزارت الموسيقية.
الغريب أن رواج هذا البورتريه وشهرته الواسعة جاء على حساب الفنانة التي رسمته، إذ لا احد يعرف اليوم شيئا عن باربرا كرافت ولا عن حياتها أو أعمالها الأخرى. غير أن اسمها ربّما يوحي بأنها ألمانية أو نمساوية.
في البورتريه نرى موزارت بوجه شاحب وقوام هزيل وعينين واسعتين زرقاوين ومتوهّجتين. وهو هنا يبدو بمزاج مرتاح نسبيا وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة خفيفة يخالطها مسحة حزن..
في اللوحة أيضا يرتدي موزارت باروكة بظفيرتين ضخمتين على جانبي الرأس من الطراز الذي كان يستخدمه الموسيقيون في الحفلات الرسمية، بالإضافة إلى جاكيت بلون أحمر طرّزت حوافّه بالذهب.
ويقال إن موزارت كان شديد الشبه بوالدته، خاصّة فمه وعينيه وانفه التي تبدو ناتئة قليلا في منتصفها. وثمّة من يقول إن شقيقة الفنان هي التي أعطت باربرا كرافت أوصافه. كما اعتمدت الرسّامة على صورة قديمة لموزارت يظهر فيها جالسا إلى البيانو برفقة والده وأخته.
النقاد اعتبروا هذا البورتريه دائما عملا تشكيليا خاصّا ومتميّزا يبدو فيه الموسيقي بهيئة رسمية ونظرات متأمّلة تنم عن ذكاء صاحبه وعبقريته.
موزارت يعتبر اليوم احد أكثر رموز الموسيقى الكلاسيكية شعبية وانتشارا. ومن دلائل عبقريته المبكّرة انه كتب أولى سيمفونياته وهو في سنّ الثامنة. ورغم انه توفي وعمره لا يتجاوز الخامسة والثلاثين فقد ترك أكثر من 600 قطعة موسيقية ما بين كونشيرتو وسيمفونية وأوبرا وسوناتا.. إلى آخره.
وبعد وفاته راجت نظريات كثيرة ومتناقضة تفسّر حادث موته المفاجئ والغامض. ومؤخّرا توصّل فريق من الأطباء والمؤرّخين إلى استنتاج مؤدّاه أن موزارت مات جرّاء إصابته بالحمّى الروماتيزمية "وهو مرض يعالج اليوم بالقليل من المضادّات الحيوية". كما استنتجوا أن لا صحّة لنظريات المؤامرة التي تحدّثت عن مقتل موزارت بالسم على يد منافسه الموسيقار الايطالي انتونيو سالييري.
وفي وقت سابق من هذه السنة تواترت أنباء عن العثور على لوحة نادرة أخرى لموزارت قيل إنها رّسمت له في سنّ السابعة والعشرين، أي عندما كان في ذروة صعوده وشهرته.
وقد ظلت اللوحة الأخيرة في عهدة أجيال من عائلة احد أصدقاء والد موزارت الذي كان احد كبار ملاك الأراضي في سالزبورغ إلى أن ابتاعها في شهر مارس الماضي مليونير أمريكي لم يُكشف النقاب عن اسمه ولا عن الثمن الذي دفعه مقابل اللوحة.
في ثمانينات القرن الماضي، ساد العالم ما يشبه حالة الهوس بموزارت والشغف بموسيقاه في أعقاب ظهور فيلم اماديوس للمخرج التشيكي ميلوش فورمان. وفي عام 1991 تكرّست صورة موزارت، أكثر، باعتباره ظاهرة ثقافية عالمية مع احتفال العالم بمرور مائتي عام على مولده.
توفي موزارت في فيينا يوم الخامس من ديسمبر عام 1791 بينما كان ما يزال يعكف على كتابة نشيده الجنائزي. ويقال انه مات فقيرا ومنسيا ولم يسِرْ في جنازته سوى عدد قليل من الناس قبل أن يوارى الثرى في قبر ما يزال إلى اليوم مجهولا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق