عندما يتعامل الفنان مع حدث ضخم أو قضية مصيرية، فلا بدّ وأن ينتج عملا ملحميا مثل هذه اللوحة التي يمكن اعتبارها بحقّ سجلا بصريا مكثّفا يختصر تاريخ فلسطين المعاصر ويجسّد نضال شعبها من اجل التحرّر والخلاص والانعتاق.
الفنان الراحل إسماعيل شمّوط يعتبره النقاد المؤسّس الفعلي لحركة الفن التشكيلي الفلسطيني. ولا يمكن قراءة لوحات هذا الفنان دون ربطها بالقضيّة التي كانت دوما الدافع والمحرّض لهذا الإبداع الذي يطبع كافة أعماله.
وكل من يتأمّل لوحات اسماعيل شموط لا بدّ وأن يتخيّل انه يقرأ سفرا ضخما يعكس قدرة صاحبه الفائقة على السرد الدرامي والتصوير التعبيري الذي لا ينقصه الصدق ولا الإحساس القويّ والنافذ. وفي كل لوحاته نلمس حنينا جارفا إلى الوطن وتطلّعا وتوقا لا يني ولا يتوقّف إلى الأيام الخوالي والزمن الجميل.
في هذه اللوحة يربط الفنان بطريقة بارعة بين مكوّنات وعناصر القضية الفلسطينية المادية والمعنوية في آن. فهو يحرص على توثيق عناصر الأرض والشعب والطيور والأزهار لتعبّر عن مفاهيم الحرية والأمل ولتأكيد حقّ العودة والحياة الكريمة لشعب شرّد من أرضه وقاسى مرارة النفي القسري عن وطنه ووطن أجداده.
رسم الفنان الجزء الأساسي من اللوحة والذي يمتدّ على مساحة كبيرة منها على هيئة فتاة مستلقية يشكّل جسدها خريطة فلسطين كاملة ليؤكّد البعد التاريخي لهذه البقعة من الأرض وأنه ما يزال يعتريه الأمل والحلم بأن تكون وطنا لكل أبنائها الذين شرّدوا منها وتشتّتوا في المنافي البعيدة.
وعند التركيز على هذا الجزء من اللوحة، نلاحظ أن الفنان قد رسم فتاة بثوب أبيض من التراث الفلسطيني تحتضن أبناءها بيديها، تحمل حمامتي سلام من جانب وتمسك براية المقاومة يلفها العلم الفلسطيني من الجانب الآخر في مشهد عاطفي يحمل رموز القضية التي يوثقها الفنان.
في تفاصيل هذا المشهد يلفت الانتباه دقّة التفاصيل التي أودعها الفنان في اللوحة، فنلاحظ أنه رسم قبّة الصخرة باللون الأحمر في الجزء العلوي المطرّز فوق صدر الفتاة وحول عنقها وقد كتب فيها كلمات "الحب ، الخير، الصبر، العدل" في إشارة واضحة لموضوع اللوحة، بالإضافة إلى إدراجه لعدد كبير من مدن وقرى فلسطين.
لقد اختصر الفنان إسماعيل شمّوط وصف هذه اللوحة الجدارية بقوله: "للأحلام دوما تلك المساحة الرحبة اللا محدودة. وما من أحد يستطيع أن يمنع الحلم. قالوا: أنا أفكر إذن أنا موجود. أقول: أنا موجود إذن أنا أحلم. وهل يكون للحياة معنى إن خلت من الأحلام؟! إن الحلم حرّ كالحرّية. ونحن نعرف حُلمنا. نعم نعرفه لكننا لا نزال نحلم به. نعرفه وطناً مقدّساً كالحقّ المقدّس. نعرفه عميقا في الشعر والموسيقى واللون. لكنه رائع أكثر بشعبه وبأرضه. كلّ شعبه وكلّ أرضه".
إن كل من يتأمّل تفاصيل هذه اللوحة البديعة لا يمكن إلا أن تتردّد في أذنيه وفي وجدانه بطريقة لا إرادية، ومن مكان ما في خلفية المشهد، تلك الأغاني والأناشيد الحماسية التي تتحدّث عن الارتباط بالأرض ومقاومة الغاصب المحتل.
وليس بالمستغرب أن تحتلّ الألوان البيضاء والحمراء والخضراء كامل بناء اللوحة تقريبا. وكل هذه الألوان تبدو ساطعة، قويّة، مدهشة ومثيرة للمشاعر برموزها ودلالاتها المتفرّدة والعميقة.
إن اسماعيل شمّوط لا يسجّل في لوحاته نكبة الشعب الفلسطيني ومسيرة نضاله الطويلة فحسب، بل يحاول من خلالها تعزيز الشعور بالعزّة والكرامة والانتماء للوطن وإشعال جذوة الأمل في نفوس شعب يواجه القمع والتهجير والتصفية كل يوم.
وفي لوحاته تتكرّر مشاهد الحمام والرمّان والثياب المطرّزة التي تعتبر رموزا تقليدية لفلسطين منذ القدم.
كان الفنان إسماعيل شمّوط متزوّجا من الفنانة تمام الأكحل، وقد تلقّى دراسته في مصر وايطاليا وأقام معارض لأعماله في عدد من عواصم العالم ونال العديد من الجوائز العالمية تكريما له على إبداعه والتزامه العالي بقضايا الحرّية والكرامة الإنسانية.
الفنان الراحل إسماعيل شمّوط يعتبره النقاد المؤسّس الفعلي لحركة الفن التشكيلي الفلسطيني. ولا يمكن قراءة لوحات هذا الفنان دون ربطها بالقضيّة التي كانت دوما الدافع والمحرّض لهذا الإبداع الذي يطبع كافة أعماله.
وكل من يتأمّل لوحات اسماعيل شموط لا بدّ وأن يتخيّل انه يقرأ سفرا ضخما يعكس قدرة صاحبه الفائقة على السرد الدرامي والتصوير التعبيري الذي لا ينقصه الصدق ولا الإحساس القويّ والنافذ. وفي كل لوحاته نلمس حنينا جارفا إلى الوطن وتطلّعا وتوقا لا يني ولا يتوقّف إلى الأيام الخوالي والزمن الجميل.
في هذه اللوحة يربط الفنان بطريقة بارعة بين مكوّنات وعناصر القضية الفلسطينية المادية والمعنوية في آن. فهو يحرص على توثيق عناصر الأرض والشعب والطيور والأزهار لتعبّر عن مفاهيم الحرية والأمل ولتأكيد حقّ العودة والحياة الكريمة لشعب شرّد من أرضه وقاسى مرارة النفي القسري عن وطنه ووطن أجداده.
رسم الفنان الجزء الأساسي من اللوحة والذي يمتدّ على مساحة كبيرة منها على هيئة فتاة مستلقية يشكّل جسدها خريطة فلسطين كاملة ليؤكّد البعد التاريخي لهذه البقعة من الأرض وأنه ما يزال يعتريه الأمل والحلم بأن تكون وطنا لكل أبنائها الذين شرّدوا منها وتشتّتوا في المنافي البعيدة.
وعند التركيز على هذا الجزء من اللوحة، نلاحظ أن الفنان قد رسم فتاة بثوب أبيض من التراث الفلسطيني تحتضن أبناءها بيديها، تحمل حمامتي سلام من جانب وتمسك براية المقاومة يلفها العلم الفلسطيني من الجانب الآخر في مشهد عاطفي يحمل رموز القضية التي يوثقها الفنان.
في تفاصيل هذا المشهد يلفت الانتباه دقّة التفاصيل التي أودعها الفنان في اللوحة، فنلاحظ أنه رسم قبّة الصخرة باللون الأحمر في الجزء العلوي المطرّز فوق صدر الفتاة وحول عنقها وقد كتب فيها كلمات "الحب ، الخير، الصبر، العدل" في إشارة واضحة لموضوع اللوحة، بالإضافة إلى إدراجه لعدد كبير من مدن وقرى فلسطين.
لقد اختصر الفنان إسماعيل شمّوط وصف هذه اللوحة الجدارية بقوله: "للأحلام دوما تلك المساحة الرحبة اللا محدودة. وما من أحد يستطيع أن يمنع الحلم. قالوا: أنا أفكر إذن أنا موجود. أقول: أنا موجود إذن أنا أحلم. وهل يكون للحياة معنى إن خلت من الأحلام؟! إن الحلم حرّ كالحرّية. ونحن نعرف حُلمنا. نعم نعرفه لكننا لا نزال نحلم به. نعرفه وطناً مقدّساً كالحقّ المقدّس. نعرفه عميقا في الشعر والموسيقى واللون. لكنه رائع أكثر بشعبه وبأرضه. كلّ شعبه وكلّ أرضه".
إن كل من يتأمّل تفاصيل هذه اللوحة البديعة لا يمكن إلا أن تتردّد في أذنيه وفي وجدانه بطريقة لا إرادية، ومن مكان ما في خلفية المشهد، تلك الأغاني والأناشيد الحماسية التي تتحدّث عن الارتباط بالأرض ومقاومة الغاصب المحتل.
وليس بالمستغرب أن تحتلّ الألوان البيضاء والحمراء والخضراء كامل بناء اللوحة تقريبا. وكل هذه الألوان تبدو ساطعة، قويّة، مدهشة ومثيرة للمشاعر برموزها ودلالاتها المتفرّدة والعميقة.
إن اسماعيل شمّوط لا يسجّل في لوحاته نكبة الشعب الفلسطيني ومسيرة نضاله الطويلة فحسب، بل يحاول من خلالها تعزيز الشعور بالعزّة والكرامة والانتماء للوطن وإشعال جذوة الأمل في نفوس شعب يواجه القمع والتهجير والتصفية كل يوم.
وفي لوحاته تتكرّر مشاهد الحمام والرمّان والثياب المطرّزة التي تعتبر رموزا تقليدية لفلسطين منذ القدم.
كان الفنان إسماعيل شمّوط متزوّجا من الفنانة تمام الأكحل، وقد تلقّى دراسته في مصر وايطاليا وأقام معارض لأعماله في عدد من عواصم العالم ونال العديد من الجوائز العالمية تكريما له على إبداعه والتزامه العالي بقضايا الحرّية والكرامة الإنسانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق