كان انتونيو كانوفا نحّاتا ورسّاما كبيرا. وفي عصره كانت النزعة السائدة هي إحياء التراث الأسطوري القديم وإعادة إنتاجه من جديد على هيئة أعمال تشكيلية ونحتية.
وفي تلك الفترة التقى كانوفا في نابولي الكولونيل الاسكتلندي جون كامبل الذي عُرف باهتمامه بالفنون وبخاصّة النحت.
وقد كلّف كامبل كانوفا نحت تمثال يكون رمزا لانتصار الحبّ ويعكس بعض السمات والخصائص الإنسانية.
واتفق الاثنان على موضوع التمثال الذي استقر الرأي في النهاية على أن يكون تجسيدا لحكاية أسطورية ورد ذكرها لأوّل مرّة في أحد كتب الأديب اليوناني القديم أبوليوس.
وكانت نتيجة ذلك الاتفاق هذا التمثال الذي أصبح في ما بعد أحد أفضل وأشهر الأعمال النحتية في العالم.
كان كيوبيد "أو ايروس" هو إله الحب والرغبة عند الرومان. بينما كانت سايكي رمزا للروح التي تأخذ هيئة امرأة فائقة الجمال.
تقول الأسطورة إن كيوبيد كان يزور سايكي في الليل فقط وانه كان قد منعها من النظر إلى وجهه. وفي إحدى الليالي وبدافع الفضول، حملت بيدها مصباحا وتسلّلت إلى الغرفة التي كان ينام فيها محاولة اختلاس نظرة إلى وجهه.
وكانت تتوّقع أن ترى شخصا قبيح الخلقة. لكنها رأت مخلوقا راعها جماله الأخّاذ ووسامته الفائقة. وما فعلته سايكي استحقت عليه غضب افرودايت آلهة الجمال التي حكمت عليها بالنوم الأبدي الذي لم يخلّصها منه سوى عناق كيوبيد لها.
و كانوفا يصوّر في التمثال لحظة العناق تلك بأسلوب شاعري جميل. حيث يظهر كيوبيد وهو يطوّق سايكي بذراعيه بعد أن منحها قبلة الحبّ التي أنعشتها وأعادت إليها الوعي، بينما تضع هي في كفّه فراشة رمزا للصفاء والحبّ.
كان عمر كانوفا عندما بدأ العمل في التمثال لا يتجاوز الثلاثين. وما أن انتهى منه بعد ستّ سنوات حتى كان الفرنسيون قد احتلّوا روما وقرّروا نقل التمثال إلى باريس.
يتميّز هذا التمثال بخطوطه الإيقاعية الناعمة وبتناغم وديناميكية حركة الشخصيّتين وباللمسات الزخرفية الرقيقة التي أضافها النحّات إلى التمثال.
هناك أيضا طريقة الفنان البارعة في تمثيل النظرات المتبادلة والإيماءات التي تبدو مترابطة ومتناغمة.
والحقيقة أن كلّ تفصيل في هذا التمثال البديع يشير إلى براعة وإتقان منقطعي النظير. وقد أصبح في ما بعد مصدر الهام للعديد من الفنانين كما استُنسخ طيلة القرن التاسع عشر.
بعد أن اشتهر التمثال خارج ايطاليا وفرنسا، طلب الأمير الروسي نيكولا يوسوبوف من كانوفا عمل نسخة أخرى معدّلة منه. وهي اليوم موجودة في متحف الارميتاج في سانت بيترسبيرغ.
وتحت تأثير إعجاب الروس بموهبة كانوفا عرضوا عليه مرارا الذهاب إلى موسكو والإقامة فيها بشكل دائم. لكنه رفض كل تلك العروض والإغراءات وفضّل البقاء في ايطاليا.
بعد سنوات، أي بعد زوال حكم نابليون، اُرسل كانوفا إلى باريس للشروع في إعادة الكنوز الفنية التي نهبها الفرنسيون من ايطاليا.
لكن لم يكن بالمستطاع نقل التمثال وإعادته إلى ايطاليا خوفا من أن يتعرّض للتلف أثناء الطريق. وقد انتقل في وقت لاحق من عهدة الحكومة الفرنسية إلى متحف اللوفر حيث ظلّ فيه إلى اليوم.
ولد انتونيو كانوفا في فينيسيا لعائلة فقيرة. وفقد والديه وهو ما يزال طفلا ثم انتقل للعيش في كنف جده. ومنذ صباه كان يظهر ميلا للنحت. وقد خدمه الحظّ كثيرا عندما تعرّف على احد أعيان فينيسيا الذي عهد به إلى اثنين من أشهر النحّاتين في ذلك الوقت للعمل على تدريبه وصقل موهبته.
وفي السنوات الأخيرة من حياته أحيط بالكثير من الرعاية والتكريم وعد احد النبلاء كما قلّد عددا غير قليل من الأوسمة والجوائز اعترافا بمكانته وعبقريته.
ومن أشهر أعماله النحتية الأخرى "فينوس وأدونيس" و"هكتور وأياكس" و"الفضائل الثلاث" وسواها.
الجدير بالذكر أن أسطورة كيوبيد وسايكي ظلّت منذ القدم مصدر إلهام للكثير من الشعراء والأدباء والفلاسفة.
وهناك أعمال فنية تشكيلية ونحتية عديدة مستمدّة من هذه الأسطورة، لعلّ أشهرها لوحة الفنان الفرنسي فرانسوا جيرار بنفس الاسم.
وفي تلك الفترة التقى كانوفا في نابولي الكولونيل الاسكتلندي جون كامبل الذي عُرف باهتمامه بالفنون وبخاصّة النحت.
وقد كلّف كامبل كانوفا نحت تمثال يكون رمزا لانتصار الحبّ ويعكس بعض السمات والخصائص الإنسانية.
واتفق الاثنان على موضوع التمثال الذي استقر الرأي في النهاية على أن يكون تجسيدا لحكاية أسطورية ورد ذكرها لأوّل مرّة في أحد كتب الأديب اليوناني القديم أبوليوس.
وكانت نتيجة ذلك الاتفاق هذا التمثال الذي أصبح في ما بعد أحد أفضل وأشهر الأعمال النحتية في العالم.
كان كيوبيد "أو ايروس" هو إله الحب والرغبة عند الرومان. بينما كانت سايكي رمزا للروح التي تأخذ هيئة امرأة فائقة الجمال.
تقول الأسطورة إن كيوبيد كان يزور سايكي في الليل فقط وانه كان قد منعها من النظر إلى وجهه. وفي إحدى الليالي وبدافع الفضول، حملت بيدها مصباحا وتسلّلت إلى الغرفة التي كان ينام فيها محاولة اختلاس نظرة إلى وجهه.
وكانت تتوّقع أن ترى شخصا قبيح الخلقة. لكنها رأت مخلوقا راعها جماله الأخّاذ ووسامته الفائقة. وما فعلته سايكي استحقت عليه غضب افرودايت آلهة الجمال التي حكمت عليها بالنوم الأبدي الذي لم يخلّصها منه سوى عناق كيوبيد لها.
و كانوفا يصوّر في التمثال لحظة العناق تلك بأسلوب شاعري جميل. حيث يظهر كيوبيد وهو يطوّق سايكي بذراعيه بعد أن منحها قبلة الحبّ التي أنعشتها وأعادت إليها الوعي، بينما تضع هي في كفّه فراشة رمزا للصفاء والحبّ.
كان عمر كانوفا عندما بدأ العمل في التمثال لا يتجاوز الثلاثين. وما أن انتهى منه بعد ستّ سنوات حتى كان الفرنسيون قد احتلّوا روما وقرّروا نقل التمثال إلى باريس.
يتميّز هذا التمثال بخطوطه الإيقاعية الناعمة وبتناغم وديناميكية حركة الشخصيّتين وباللمسات الزخرفية الرقيقة التي أضافها النحّات إلى التمثال.
هناك أيضا طريقة الفنان البارعة في تمثيل النظرات المتبادلة والإيماءات التي تبدو مترابطة ومتناغمة.
والحقيقة أن كلّ تفصيل في هذا التمثال البديع يشير إلى براعة وإتقان منقطعي النظير. وقد أصبح في ما بعد مصدر الهام للعديد من الفنانين كما استُنسخ طيلة القرن التاسع عشر.
بعد أن اشتهر التمثال خارج ايطاليا وفرنسا، طلب الأمير الروسي نيكولا يوسوبوف من كانوفا عمل نسخة أخرى معدّلة منه. وهي اليوم موجودة في متحف الارميتاج في سانت بيترسبيرغ.
وتحت تأثير إعجاب الروس بموهبة كانوفا عرضوا عليه مرارا الذهاب إلى موسكو والإقامة فيها بشكل دائم. لكنه رفض كل تلك العروض والإغراءات وفضّل البقاء في ايطاليا.
بعد سنوات، أي بعد زوال حكم نابليون، اُرسل كانوفا إلى باريس للشروع في إعادة الكنوز الفنية التي نهبها الفرنسيون من ايطاليا.
لكن لم يكن بالمستطاع نقل التمثال وإعادته إلى ايطاليا خوفا من أن يتعرّض للتلف أثناء الطريق. وقد انتقل في وقت لاحق من عهدة الحكومة الفرنسية إلى متحف اللوفر حيث ظلّ فيه إلى اليوم.
ولد انتونيو كانوفا في فينيسيا لعائلة فقيرة. وفقد والديه وهو ما يزال طفلا ثم انتقل للعيش في كنف جده. ومنذ صباه كان يظهر ميلا للنحت. وقد خدمه الحظّ كثيرا عندما تعرّف على احد أعيان فينيسيا الذي عهد به إلى اثنين من أشهر النحّاتين في ذلك الوقت للعمل على تدريبه وصقل موهبته.
وفي السنوات الأخيرة من حياته أحيط بالكثير من الرعاية والتكريم وعد احد النبلاء كما قلّد عددا غير قليل من الأوسمة والجوائز اعترافا بمكانته وعبقريته.
ومن أشهر أعماله النحتية الأخرى "فينوس وأدونيس" و"هكتور وأياكس" و"الفضائل الثلاث" وسواها.
الجدير بالذكر أن أسطورة كيوبيد وسايكي ظلّت منذ القدم مصدر إلهام للكثير من الشعراء والأدباء والفلاسفة.
وهناك أعمال فنية تشكيلية ونحتية عديدة مستمدّة من هذه الأسطورة، لعلّ أشهرها لوحة الفنان الفرنسي فرانسوا جيرار بنفس الاسم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق