لا تستطيع وأنت تتمعّن في تفاصيل هذه اللوحة إلا أن تُعجب بها وبالأسلوب العفوي والتلقائي الذي رُسمت به.
إنها تشبه كثيرا لقطة بالكاميرا لموقف أو حالة إنسانية تمّ الإمساك بها في منتصفها.
العفوية والتلقائية هما أهمّ ملمحين يجعلان من هذه اللوحة تحفة فنية متميّزة.
ثم هناك الابتسامة الغامضة المرتسمة على وجه الفارس. وهي ابتسامة يُخيّل للناظر أنها تحمل كثيرا من معاني الازدراء والفوقية.
هذا الرجل الظاهر في الصورة هو احد نبلاء مدينة هارلم الهولندية خلال القرن التاسع عشر. غير أن احدا لا يعرف اسمه ولا هويّته على وجه التحديد.
ومن الواضح انه قصد استوديو الرسّام ذات يوم كي يرسمه بعد أن حضّر نفسه جيّدا وارتدى للمناسبة أغلى الثياب وأفخمها.
الملاحظة الأولى التي لا بدّ وأن تستوقف الناظر إلى اللوحة تتعلق بالعنوان. إذ أن عنوانها لا ينطبق على مضمونها.
فالفارس هنا لا يضحك بل يتبسّم. وابتسامته من ذلك النوع الذي لا يقاوم.
يقال بالمناسبة إنها إحدى أشهر الابتسامات في تاريخ الرسم. رغم أنها، ظاهريا، مستفزّة ولا تبعث على الارتياح.
هل ابتسامة الرجل دليل ثقة مفرطة بالنفس؟ هل يسخر من الناظر أم من الرسّام؟ أم تراه يبتسم لنكتة سمعها في الاستديو؟ الغريب أنك تحسّ بأنه يتابعك بعينيه من أيّ زاوية نظرت إليه.
الملاحظة الثانية تتمثل في العبارة التي كتبها الرسّام باللاتينية في أعلى يمين اللوحة والتي يشير فيها إلى أنه رسمها عام 1624 عندما كان عمر الرجل، أي الفارس، 26 عاما.
ومع ذلك فإن ملامح الشخص وهيئته توحيان بأنه اكبر سنّا مما تقوله اللوحة. لكن هذا يبقى تفصيلا هامشيا.
الفارس يواجه الناظر بشاربين معقوفين لأعلى وبلحية صغيرة وقبّعة سوداء عريضة.
الأنف يلمع والوجنتان متورّدتان بينما تنسدل ملابسه المخملية القشيبة على كامل جسمه.
التطريز والزينة والألوان الباذخة للملابس الفخمة، كلّها عناصر تشير إلى مدى البراعة والإحكام المبذولين في رسم هذه اللوحة.
ضربات الفرشاة السريعة والطويلة تعطي انطباعا بأن اللوحة قد تكون رُسمت بسرعة وعلى عجل. ومع ذلك يبدو الفارس وكأنه عاد إلى الحياة من جديد بسبب التوليف التلقائي والمفعم بالحياة الذي وظّفه الرسّام.
في العام 1465 اشترى هذه اللوحة الثريّ البريطاني السير ريتشارد والاس. كان اسمها في ذلك الوقت "بورتريه رجل شابّ".
لكن في ما بعد، وتمشّيا مع تقاليد العصر الفيكتوري الذي كان يميل إلى استخدام الغريبة والمبتكرة، أطلق عليها لوحة "الفارس الضاحك".
وقد استخدمت إحدى شركات صناعة المشروبات الروحية هذه اللوحة في الترويج لمنتجاتها. ويظهر الفارس في احد إعلانات الشركة وهو يشرب كأسا من النبيذ.
في مرحلة لاحقة، كتبت الروائية البريطانية من أصل هنغاري إيما اورتسي رواية تستمدّ أحداثها المتخيّلة من شخصية الفارس وتجري فصولها في هارلم الهولندية.
الخط الدرامي لـ رواية اورتسي يتمحور حول هويّة الفارس الضاحك وظروف نشأته والسلالة التي ينحدر منها.
فرانز هولس كان أشهر رسّامي البورتريه خلال العصر الذهبي للرسم الهولندي. وكان متخصّصا في رسم صور الحكّام والنبلاء والوزراء.
ومن الواضح أن الرسّامين الواقعيين يحبّون أعماله لتلقائيتها وبساطتها. والحداثيون أيضا يستهويهم أسلوبه كثيرا. وقد تأثر به كل من جيمس ويسلر وفان غوخ. وفي لوحات هولس، ومنها هذه اللوحة، صدى لضربات الفرشاة العريضة لـ مانيه ورفاقه من أتباع المدرسة الانطباعية.
"الفارس الضاحك" يعتبرها النقاد احد أشهر البورتريهات في تاريخ الفنّ. ويمكن القول أن شهرتها تُعزى في المقام الأول للمهارة المنقطعة النظير التي رسم بها الفنّان لباس الرجل.
ونظرا لشعبية الصورة ورواجها الكبير، أصبحت مادّة للكثير من التعديلات والتحويرات الكاريكاتيرية الساخرة والطريفة.
وما تزال إلى اليوم من ضمن مقتنيات مجموعة والاس الفنية في لندن.
إنها تشبه كثيرا لقطة بالكاميرا لموقف أو حالة إنسانية تمّ الإمساك بها في منتصفها.
العفوية والتلقائية هما أهمّ ملمحين يجعلان من هذه اللوحة تحفة فنية متميّزة.
ثم هناك الابتسامة الغامضة المرتسمة على وجه الفارس. وهي ابتسامة يُخيّل للناظر أنها تحمل كثيرا من معاني الازدراء والفوقية.
هذا الرجل الظاهر في الصورة هو احد نبلاء مدينة هارلم الهولندية خلال القرن التاسع عشر. غير أن احدا لا يعرف اسمه ولا هويّته على وجه التحديد.
ومن الواضح انه قصد استوديو الرسّام ذات يوم كي يرسمه بعد أن حضّر نفسه جيّدا وارتدى للمناسبة أغلى الثياب وأفخمها.
الملاحظة الأولى التي لا بدّ وأن تستوقف الناظر إلى اللوحة تتعلق بالعنوان. إذ أن عنوانها لا ينطبق على مضمونها.
فالفارس هنا لا يضحك بل يتبسّم. وابتسامته من ذلك النوع الذي لا يقاوم.
يقال بالمناسبة إنها إحدى أشهر الابتسامات في تاريخ الرسم. رغم أنها، ظاهريا، مستفزّة ولا تبعث على الارتياح.
هل ابتسامة الرجل دليل ثقة مفرطة بالنفس؟ هل يسخر من الناظر أم من الرسّام؟ أم تراه يبتسم لنكتة سمعها في الاستديو؟ الغريب أنك تحسّ بأنه يتابعك بعينيه من أيّ زاوية نظرت إليه.
الملاحظة الثانية تتمثل في العبارة التي كتبها الرسّام باللاتينية في أعلى يمين اللوحة والتي يشير فيها إلى أنه رسمها عام 1624 عندما كان عمر الرجل، أي الفارس، 26 عاما.
ومع ذلك فإن ملامح الشخص وهيئته توحيان بأنه اكبر سنّا مما تقوله اللوحة. لكن هذا يبقى تفصيلا هامشيا.
الفارس يواجه الناظر بشاربين معقوفين لأعلى وبلحية صغيرة وقبّعة سوداء عريضة.
الأنف يلمع والوجنتان متورّدتان بينما تنسدل ملابسه المخملية القشيبة على كامل جسمه.
التطريز والزينة والألوان الباذخة للملابس الفخمة، كلّها عناصر تشير إلى مدى البراعة والإحكام المبذولين في رسم هذه اللوحة.
ضربات الفرشاة السريعة والطويلة تعطي انطباعا بأن اللوحة قد تكون رُسمت بسرعة وعلى عجل. ومع ذلك يبدو الفارس وكأنه عاد إلى الحياة من جديد بسبب التوليف التلقائي والمفعم بالحياة الذي وظّفه الرسّام.
في العام 1465 اشترى هذه اللوحة الثريّ البريطاني السير ريتشارد والاس. كان اسمها في ذلك الوقت "بورتريه رجل شابّ".
لكن في ما بعد، وتمشّيا مع تقاليد العصر الفيكتوري الذي كان يميل إلى استخدام الغريبة والمبتكرة، أطلق عليها لوحة "الفارس الضاحك".
وقد استخدمت إحدى شركات صناعة المشروبات الروحية هذه اللوحة في الترويج لمنتجاتها. ويظهر الفارس في احد إعلانات الشركة وهو يشرب كأسا من النبيذ.
في مرحلة لاحقة، كتبت الروائية البريطانية من أصل هنغاري إيما اورتسي رواية تستمدّ أحداثها المتخيّلة من شخصية الفارس وتجري فصولها في هارلم الهولندية.
الخط الدرامي لـ رواية اورتسي يتمحور حول هويّة الفارس الضاحك وظروف نشأته والسلالة التي ينحدر منها.
فرانز هولس كان أشهر رسّامي البورتريه خلال العصر الذهبي للرسم الهولندي. وكان متخصّصا في رسم صور الحكّام والنبلاء والوزراء.
ومن الواضح أن الرسّامين الواقعيين يحبّون أعماله لتلقائيتها وبساطتها. والحداثيون أيضا يستهويهم أسلوبه كثيرا. وقد تأثر به كل من جيمس ويسلر وفان غوخ. وفي لوحات هولس، ومنها هذه اللوحة، صدى لضربات الفرشاة العريضة لـ مانيه ورفاقه من أتباع المدرسة الانطباعية.
"الفارس الضاحك" يعتبرها النقاد احد أشهر البورتريهات في تاريخ الفنّ. ويمكن القول أن شهرتها تُعزى في المقام الأول للمهارة المنقطعة النظير التي رسم بها الفنّان لباس الرجل.
ونظرا لشعبية الصورة ورواجها الكبير، أصبحت مادّة للكثير من التعديلات والتحويرات الكاريكاتيرية الساخرة والطريفة.
وما تزال إلى اليوم من ضمن مقتنيات مجموعة والاس الفنية في لندن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق