بالنسبة للكثيرين فإن مجرّد تخيّل أن هناك كائناتٍ بعين واحدة وقريبة الشبه بالبشر كفيل بأن يملأ النفس خوفا وهلعا.
ولا بدّ وأن ذاكرة الكثيرين منا تحتفظ ببعض القصص المرعبة التي يلعب ذو العين الواحدة دور البطولة فيها.
الإغريق كانوا يسمّونه السايكلوب. وهو كائن خرافي ضخم من فصيلة العمالقة له عين واحدة كبيرة ومستديرة في منتصف جبهته. وقد ورد ذكر هذه المخلوقات الأسطورية لأوّل مرّة في أوديسّا هوميروس.
والذي يرى صورة السايكلوب في الرسومات القديمة لا بدّ وأن يتذكّر "الغول" الذي يرد ذكره كثيرا في الأساطير العربية القديمة ويوصف بأنه حيوان ليلي وآكل نهم للحوم البشر بالإضافة إلى اتصافه بالقوّة والغدر وبشاعة المنظر.
هوميروس يذكر أن مخلوقات السايكلوب كانوا أبناءً لأورانوس "السماء" وغايا "الأرض". لكن بسبب خوف والدهم من قوّتهم وشدّة بأسهم قام بحبسهم في ارض الجحيم "تارتاروس" إلى أن حرّرهم كبير الآلهة زيوس.
وقد كافئوا زيوس على صنيعه بأن سخّروا له الرعد والبرق لاستخدامهما ضدّ أعدائه الكثر.
في ما بعد انقرضت هذه الكائنات نهائيا من الأرض بعد أن قضى عليها أبوللو اثر تسبّبها في مقتل ابنه، حسب ما تذكره الأساطير.
الرسّام الفرنسي اوديلون ريدون رسم هذه اللوحة وفيها يظهر سايكلوب ضخم وهو يطلّ على طبيعة غامضة. وفي وسط المنظر الطبيعي تستلقي امرأة عارية.
وعلى خلاف المتوقّع، فإن شكل السايكلوب ونظراته في اللوحة لا توحي بالخوف. بل يبدو كائنا ضعيفا، خجولا ومثيرا للشفقة.
هذا المنظر قد يكون تعبيرا عن العزلة أو المعاناة أو الألم. نظرات الكائن الغريب يمكن أن تكون انعكاسا لتوقه في أن يغادر هيئته ويتحرّر من صورته النمطية ويصبح شخصا آخر.
لكن لا يبدو من المتيسّر فهم العلاقة بينه وبين والمرأة المستلقية في المنحدر الأخضر أسفل منه.
ترى لو كان للكائن عينان هل كان سيرى المرأة في الأسفل بهيئة مختلفة؟ وهل النظر بعينين يوفّر دائما صورة أكثر شمولا للأشياء مما لو كان بعين واحدة؟ وهل يمكن أن تتغيّر خصائص بعض المخلوقات لو قُدّر لها أن ترى بعض ملامح العالم الواقع خارج حدود تصوّراتها ومداركها؟
كان اوديلون ريدون يتعمّد الغموض في لوحاته التي تتّسم برمزيتها وبعمقها السيكولوجي وأحيانا بشاعريّتها. غير انه كان يضمّن بعضها تلميحات وإشارات تدفع الناظر إلى التفكير في محاولة لفهم العلاقة بين عناصرها وأجزائها المختلفة وصولا إلى فهم الصورة الكبيرة والكاملة.
وكان يستمدّ رسوماته الغامضة والمليئة بالكائنات الغريبة من الأحلام والفانتازيا ومن أحداث ما قبل التاريخ. ويبدو أن ميله لتصوير القصص الميثولوجية كان ناتجا عن تأثّره بكل من رمبراندت وديلاكروا.
هناك من يُرجِع أصل أسطورة السايكلوب إلى الغول الذي تذكر المأثورات الشعبية أن له عينا ثالثة في مؤخّرة رأسه.
غير أن هناك رأيا آخر يقول إن الفكرة استوحيت من جمجمة الفيل التي وجدت في العصور القديمة في بعض جزر اليونان. وقد توهّم الناس وقتها أن عينا كبيرة ووحيدة كانت تستقرّ في الفجوة الأنفية الكبيرة الكائنة في منتصف وجهه.
في بعض حكايات ألف ليلة وليلة نلمس حضورا متكرّرا لذي العين الواحدة. في إحدى المرّات يكتشف السندباد آثار أقدامه في الرمال بينما كان هو ورفاقه يبحثون عن طعام فوق إحدى الجزر البعيدة والغامضة. ثم يفاجئون بهدير كالرعد ينبعث من احد الكهوف القديمة. وتجري معركة عنيفة بين الطرفين يتمكّن الرجال في نهايتها من الإفلات من قبضة الوحش تاركين له المصباح السحري قبل أن يواصلوا رحلتهم إلى بغداد.
عُرف عن اوديلون ريدون اهتمامه بعلم النفس والعقل الباطن. وكان معجبا بكتابات الأدباء الرمزيين وخاصّة صديقه الشاعر مالارميه.
ومن أشهر لوحاته الأخرى بورتريه فيوليت هايمان، الزنزانة الذهبية، وقارب أحمر بشراع أزرق.
وقد بيعت إحدى لوحاته قبل خمسة أعوام بأربعة ملايين دولار.
ولا بدّ وأن ذاكرة الكثيرين منا تحتفظ ببعض القصص المرعبة التي يلعب ذو العين الواحدة دور البطولة فيها.
الإغريق كانوا يسمّونه السايكلوب. وهو كائن خرافي ضخم من فصيلة العمالقة له عين واحدة كبيرة ومستديرة في منتصف جبهته. وقد ورد ذكر هذه المخلوقات الأسطورية لأوّل مرّة في أوديسّا هوميروس.
والذي يرى صورة السايكلوب في الرسومات القديمة لا بدّ وأن يتذكّر "الغول" الذي يرد ذكره كثيرا في الأساطير العربية القديمة ويوصف بأنه حيوان ليلي وآكل نهم للحوم البشر بالإضافة إلى اتصافه بالقوّة والغدر وبشاعة المنظر.
هوميروس يذكر أن مخلوقات السايكلوب كانوا أبناءً لأورانوس "السماء" وغايا "الأرض". لكن بسبب خوف والدهم من قوّتهم وشدّة بأسهم قام بحبسهم في ارض الجحيم "تارتاروس" إلى أن حرّرهم كبير الآلهة زيوس.
وقد كافئوا زيوس على صنيعه بأن سخّروا له الرعد والبرق لاستخدامهما ضدّ أعدائه الكثر.
في ما بعد انقرضت هذه الكائنات نهائيا من الأرض بعد أن قضى عليها أبوللو اثر تسبّبها في مقتل ابنه، حسب ما تذكره الأساطير.
الرسّام الفرنسي اوديلون ريدون رسم هذه اللوحة وفيها يظهر سايكلوب ضخم وهو يطلّ على طبيعة غامضة. وفي وسط المنظر الطبيعي تستلقي امرأة عارية.
وعلى خلاف المتوقّع، فإن شكل السايكلوب ونظراته في اللوحة لا توحي بالخوف. بل يبدو كائنا ضعيفا، خجولا ومثيرا للشفقة.
هذا المنظر قد يكون تعبيرا عن العزلة أو المعاناة أو الألم. نظرات الكائن الغريب يمكن أن تكون انعكاسا لتوقه في أن يغادر هيئته ويتحرّر من صورته النمطية ويصبح شخصا آخر.
لكن لا يبدو من المتيسّر فهم العلاقة بينه وبين والمرأة المستلقية في المنحدر الأخضر أسفل منه.
ترى لو كان للكائن عينان هل كان سيرى المرأة في الأسفل بهيئة مختلفة؟ وهل النظر بعينين يوفّر دائما صورة أكثر شمولا للأشياء مما لو كان بعين واحدة؟ وهل يمكن أن تتغيّر خصائص بعض المخلوقات لو قُدّر لها أن ترى بعض ملامح العالم الواقع خارج حدود تصوّراتها ومداركها؟
كان اوديلون ريدون يتعمّد الغموض في لوحاته التي تتّسم برمزيتها وبعمقها السيكولوجي وأحيانا بشاعريّتها. غير انه كان يضمّن بعضها تلميحات وإشارات تدفع الناظر إلى التفكير في محاولة لفهم العلاقة بين عناصرها وأجزائها المختلفة وصولا إلى فهم الصورة الكبيرة والكاملة.
وكان يستمدّ رسوماته الغامضة والمليئة بالكائنات الغريبة من الأحلام والفانتازيا ومن أحداث ما قبل التاريخ. ويبدو أن ميله لتصوير القصص الميثولوجية كان ناتجا عن تأثّره بكل من رمبراندت وديلاكروا.
هناك من يُرجِع أصل أسطورة السايكلوب إلى الغول الذي تذكر المأثورات الشعبية أن له عينا ثالثة في مؤخّرة رأسه.
غير أن هناك رأيا آخر يقول إن الفكرة استوحيت من جمجمة الفيل التي وجدت في العصور القديمة في بعض جزر اليونان. وقد توهّم الناس وقتها أن عينا كبيرة ووحيدة كانت تستقرّ في الفجوة الأنفية الكبيرة الكائنة في منتصف وجهه.
في بعض حكايات ألف ليلة وليلة نلمس حضورا متكرّرا لذي العين الواحدة. في إحدى المرّات يكتشف السندباد آثار أقدامه في الرمال بينما كان هو ورفاقه يبحثون عن طعام فوق إحدى الجزر البعيدة والغامضة. ثم يفاجئون بهدير كالرعد ينبعث من احد الكهوف القديمة. وتجري معركة عنيفة بين الطرفين يتمكّن الرجال في نهايتها من الإفلات من قبضة الوحش تاركين له المصباح السحري قبل أن يواصلوا رحلتهم إلى بغداد.
عُرف عن اوديلون ريدون اهتمامه بعلم النفس والعقل الباطن. وكان معجبا بكتابات الأدباء الرمزيين وخاصّة صديقه الشاعر مالارميه.
ومن أشهر لوحاته الأخرى بورتريه فيوليت هايمان، الزنزانة الذهبية، وقارب أحمر بشراع أزرق.
وقد بيعت إحدى لوحاته قبل خمسة أعوام بأربعة ملايين دولار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق