كان رمبراندت مفتونا كثيرا برسم الأطفال. وقد خصّص العديد من لوحاته لرسم ابنه الوحيد تايتوس الذي أتى إلى الحياة بعد وفاة ثلاثة من أبنائه. كان رمبراندت يحيطه بالكثير من العطف والرعاية، خاصّة بعد أن توفّيت والدته بعد أشهر قليلة من ولادته.
في بعض اللوحات يظهر تايتوس جالسا وهو يقرأ. وفي البعض الآخر وهو يرتدي ملابس أنيقة وقبّعة وسلسلة من ذهب. وهناك لوحة أخرى ُرسمت له عندما كان تلميذا صغيرا يظهر فيها جالسا إلى طاولة وممسكا بقلم وزجاجة حبر.
في هذه اللوحة نرى تايتوس بعد أن بلغ مرحلة النضوج وقد ارتدى ملابس ثقيلة من الصوف وغطاء رأس ذا حوافّ عريضة في مشهد مفعم بالتوق والجاذبية. وفيه نلمح ذلك البريق اللوني الأخّاذ الذي يشعّ من رسومات رمبراندت الذي كان بارعا في استخدام الألوان البنّية والداكنة والأضواء الساخنة التي تشعل الأجزاء الباردة من لوحاته بوهج الظلال الأرجوانية والذهبية والصفراء.
رسم رمبراندت هذا البورتريه وهو في أوج شهرته. في تلك الأثناء، كان تايتوس يطمح لأن يصبح رسّاما مثل والده. ويقال انه بدأ فعلا في تعليمه أبجديات قواعد الرسم. لكن لا ُيعرف على وجه التأكيد ما انتهت إليه تلك المحاولات.
عندما رسم رمبراندت هذا البورتريه كان واضحا انه أصبح مقتصدا في رسم مواضيعه الدينية المفضّلة وبات أكثر ميلا لرسم بورتريهات شخصيّة تتّسم بالتأمّل والحميمية.
ملامح وجه تايتوس الوسيم وتعابيره الحالمة وعيناه المسدلتان ووقفته التأمّلية تؤشّر إلى أن اللوحة ُرسمت بقدر كبير من الرّقة والحساسية والعاطفة. وقد اختار رمبراندت أن يخلع على ابنه هنا هيئة ناسك ايطالي اسمه فرانسيس يقال انه هجر الدنيا وعاش حياة تقشّف وزهد بعد أن وهب نفسه لله وتخلّى عن كلّ ما كان يملكه للفقراء والمحتاجين.
بعد وفاة زوجته، أي والدة تايتوس، وجد رمبراندت بعض العزاء والراحة في كنف خليلته هندريكا التي قامت على رعايته ورعاية ابنه وكانت مثالا في الإخلاص والوفاء. ويُعتقد أنها الموديل التي استخدمها في رسم لوحته الشهيرة باثشيبا Bathsheba المأخوذة عن قصّة من العهد القديم.
ومنذ سنوات، اكتشف العلماء ما اعتبروه أحد أسرار عبقرية رمبراندت وعظمته. فقد توصّلوا، اعتمادا على تحليل البورتريهات التي رسمها لنفسه أمام المرآة، إلى أن الرسّام كان مصابا بأعراض الاكستروبيا، وهو اعتلال يصيب العين وُيعرف عند العامّة بالعين الكسولة. ومن المفارقات الغريبة أن ذلك العيب أفاد رمبراندت وجعله يرى العالم بشكل مختلف. وبحسب ما يقوله العلماء، كانت عينه اليسرى ترى بانحراف قدره عشر درجات عن المركز؛ الأمر الذي ساعده على أن يرى الأشياء من حوله بصورة مسطّحة وليس بشكل ثلاثي الأبعاد كما اعتادت أن تراه العين السليمة والمتوازنة.
في العام 1663 ضرب الطاعون هولندا فحصد أرواح عشرات الألوف من الناس وكان من بين ضحاياه هندريكا الوفية. وبعد ذلك بخمس سنوات عاود الوباء الظهور ليخطف معه هذه المرّة روح تايتوس الذي لم يكن قد مضى على زواجه سوى بضعة أشهر. كان عمره آنذاك لا يتجاوز السادسة والعشرين.
وبعد ذلك بأقلّ من عام، أي في الرابع من أكتوبر 1669، توفي رمبراندت بعد أن كانت زوجتاه وجميع أبنائه قد توفّوا. ولم يكن عند سريره في لحظاته الأخيرة سوى ابنته الوحيدة كورنيليا التي أنجبها من هندريكا.
وقد مات فقيرا معدما ودفن في قبر مجهول بإحدى كنائس امستردام القديمة.
كان رمبراندت بإجماع غالبية النقاد ومؤرّخي الفن ظاهرة استثنائية يندر أن تتكرّر. وقد استقطبت حياته وفنّه اهتمام العديد من الكتّاب وظهر عدد لا يحصى من المؤلفات والكتب التي تتحدّث عن مظاهر عبقريّته وعن مكانته الرائدة في تاريخ الفنّ التشكيلي العالمي.
ويمكن اعتبار رسوماته سجلا مصوّرا عن تاريخ وثقافة هولندا خلال القرن السابع عشر.
في بعض اللوحات يظهر تايتوس جالسا وهو يقرأ. وفي البعض الآخر وهو يرتدي ملابس أنيقة وقبّعة وسلسلة من ذهب. وهناك لوحة أخرى ُرسمت له عندما كان تلميذا صغيرا يظهر فيها جالسا إلى طاولة وممسكا بقلم وزجاجة حبر.
في هذه اللوحة نرى تايتوس بعد أن بلغ مرحلة النضوج وقد ارتدى ملابس ثقيلة من الصوف وغطاء رأس ذا حوافّ عريضة في مشهد مفعم بالتوق والجاذبية. وفيه نلمح ذلك البريق اللوني الأخّاذ الذي يشعّ من رسومات رمبراندت الذي كان بارعا في استخدام الألوان البنّية والداكنة والأضواء الساخنة التي تشعل الأجزاء الباردة من لوحاته بوهج الظلال الأرجوانية والذهبية والصفراء.
رسم رمبراندت هذا البورتريه وهو في أوج شهرته. في تلك الأثناء، كان تايتوس يطمح لأن يصبح رسّاما مثل والده. ويقال انه بدأ فعلا في تعليمه أبجديات قواعد الرسم. لكن لا ُيعرف على وجه التأكيد ما انتهت إليه تلك المحاولات.
عندما رسم رمبراندت هذا البورتريه كان واضحا انه أصبح مقتصدا في رسم مواضيعه الدينية المفضّلة وبات أكثر ميلا لرسم بورتريهات شخصيّة تتّسم بالتأمّل والحميمية.
ملامح وجه تايتوس الوسيم وتعابيره الحالمة وعيناه المسدلتان ووقفته التأمّلية تؤشّر إلى أن اللوحة ُرسمت بقدر كبير من الرّقة والحساسية والعاطفة. وقد اختار رمبراندت أن يخلع على ابنه هنا هيئة ناسك ايطالي اسمه فرانسيس يقال انه هجر الدنيا وعاش حياة تقشّف وزهد بعد أن وهب نفسه لله وتخلّى عن كلّ ما كان يملكه للفقراء والمحتاجين.
بعد وفاة زوجته، أي والدة تايتوس، وجد رمبراندت بعض العزاء والراحة في كنف خليلته هندريكا التي قامت على رعايته ورعاية ابنه وكانت مثالا في الإخلاص والوفاء. ويُعتقد أنها الموديل التي استخدمها في رسم لوحته الشهيرة باثشيبا Bathsheba المأخوذة عن قصّة من العهد القديم.
ومنذ سنوات، اكتشف العلماء ما اعتبروه أحد أسرار عبقرية رمبراندت وعظمته. فقد توصّلوا، اعتمادا على تحليل البورتريهات التي رسمها لنفسه أمام المرآة، إلى أن الرسّام كان مصابا بأعراض الاكستروبيا، وهو اعتلال يصيب العين وُيعرف عند العامّة بالعين الكسولة. ومن المفارقات الغريبة أن ذلك العيب أفاد رمبراندت وجعله يرى العالم بشكل مختلف. وبحسب ما يقوله العلماء، كانت عينه اليسرى ترى بانحراف قدره عشر درجات عن المركز؛ الأمر الذي ساعده على أن يرى الأشياء من حوله بصورة مسطّحة وليس بشكل ثلاثي الأبعاد كما اعتادت أن تراه العين السليمة والمتوازنة.
في العام 1663 ضرب الطاعون هولندا فحصد أرواح عشرات الألوف من الناس وكان من بين ضحاياه هندريكا الوفية. وبعد ذلك بخمس سنوات عاود الوباء الظهور ليخطف معه هذه المرّة روح تايتوس الذي لم يكن قد مضى على زواجه سوى بضعة أشهر. كان عمره آنذاك لا يتجاوز السادسة والعشرين.
وبعد ذلك بأقلّ من عام، أي في الرابع من أكتوبر 1669، توفي رمبراندت بعد أن كانت زوجتاه وجميع أبنائه قد توفّوا. ولم يكن عند سريره في لحظاته الأخيرة سوى ابنته الوحيدة كورنيليا التي أنجبها من هندريكا.
وقد مات فقيرا معدما ودفن في قبر مجهول بإحدى كنائس امستردام القديمة.
كان رمبراندت بإجماع غالبية النقاد ومؤرّخي الفن ظاهرة استثنائية يندر أن تتكرّر. وقد استقطبت حياته وفنّه اهتمام العديد من الكتّاب وظهر عدد لا يحصى من المؤلفات والكتب التي تتحدّث عن مظاهر عبقريّته وعن مكانته الرائدة في تاريخ الفنّ التشكيلي العالمي.
ويمكن اعتبار رسوماته سجلا مصوّرا عن تاريخ وثقافة هولندا خلال القرن السابع عشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق