حتى منتصف القرن التاسع عشر، لم تكن النساء قد نلن اعترافا من المجتمع بأهليّتهن لأن يصبحن رسّامات مبدعات. ودائما ما كان يُنظر إلى رسوماتهن على أنها مجرّد نزوات أنثوية ساذجة دافعها إزجاء الفراغ وقتل الوقت.
غير أن ظهور بيرتا موريسو، وتمتّعها بنجاح مهني وشخصي، شكّل قطيعة مع الأعراف الاجتماعية التي كانت تشكّك في كفاءة المرأة وقدرتها على أن تصبح عضوا مبدعا وفاعلا في المجتمع.
ولأنها كانت تنحدر من عائلة بورجوازية مرموقة، فقد كان طموحها في أن تحترف الرسم مهمّة محفوفة بالمشاكل والصعاب. فقد كان البورجوازيين ينظرون إلى الرسم والفنون عامّة نظرة دونية لا تخلو من احتقار.
وكان والدها يحلم بأن تصبح مهندسة معمارية ناجحة. غير أنها أصرّت على أن تختطّ لنفسها مسارا آخر عندما فضّلت الرسم على ما عداه من المهن.
وطوال سنوات اشتغالها بالفنّ، تخصّصت موريسو في رسم الطبقة البورجوازية وأسلوب حياة أفرادها وهمومهم وعلاقاتهم. وكانت معنية، على وجه الخصوص، بتصوير النساء البورجوازيات ضمن الأدوار والوظائف الاجتماعية التي كنّ يتحركن ضمنها.
ومنذ البداية، اختارت أن تكون جزءا من الحركة الانطباعية التي كانت تعيش في ذلك الوقت عصرها الذهبي.
غير أن مكانتها الاجتماعية كانت تقيّد حركتها داخل الحركة الفنية. وقد كان زواجها من شقيق الفنان ادوار مانيه وسيلة تمكّنت من خلالها من النفاذ إلى مجتمع الانطباعيين، خاصّة بعد أن تحوّل منزلها إلى صالون وملتقى لأهم الأسماء الأدبية والفنية المعروفة في ذلك الوقت.
عزيمة موريسو ونضالها أسهما في صعودها السريع، لدرجة أنه قيل إنه لم تكن هناك في القرن التاسع عشر رسّامة أخرى تنافسها مكانةً وموهبةً وشهرة. وقد توّجت نجاحاتها بهذه اللوحة التي تعتبر أحد أكثر الأعمال الانطباعية حميمية، بل وأهميّة نظراً لارتباطها بفكرة الأنوثة في مجتمع تقليدي يسيطر عليه الذكور.
في اللوحة ترسم موريسو امرأة جالسة أمام مرآة في غرفة الزينة وهي منهمكة في إصلاح هندامها وترتيب شعرها.
المشهد يبرز براعة الرسّامة في استخدام الألوان الباردة كالأزرق والفضّي والزهري والأصفر لإنتاج جوّ أثيري وناعم.
غير أن وجه المرأة لا يبدو منعكسا في المرآة كما هو متوقّع. إذ لا نرى فيها سوى آنية الزهور وعدّة التجميل.
هذه الجزئية رأى فيها بعض النقاد رسالة قويّة ومهمّة. فقد تكون الرسّامة أرادت من خلالها أن تصوّر الصراع بين واقع اجتماعي قائم لا ينظر إلى المرأة إلا من خلال الأشياء المادية والاهتمامات السطحية، وبين رغبة الفنانة في كسر هذا الفهم وتحدّي القيود والمحدّدات التي كرّستها العادات والعرف الاجتماعي.
في لوحاتها الأخرى رسمت بيرتا موريسو مشاهد تصوّر بعضا من أفراد عائلتها في غرف الرسم والحدائق والقوارب والمتنزّهات وغيرها من الأماكن التي اعتاد بورجوازيو باريس ارتيادها.
ومن أشهر أعمالها الأخرى لوحتها المسمّاة المهد The Cradle التي صوّرت فيها شقيقتها وهي تحدّق في ابنتها، أي ابنة الرسّامة، التي كانت قد ولدت للتوّ آنذاك.
وقد حرصت موريسو على أن تكون تلك اللوحات انعكاسا لمعايير السلوك التي كانت سائدة في أوساط الطبقة التي تنتمي إليها في باريس القرن التاسع عشر.
الجدير بالذكر أن رينوار كانت تربطه بالفنانة علاقة وثيقة حيث كانت تعتبره صديقها ومستشارها. غير أنها طالما اعتبرت مانيه أستاذها وملهمها الأوّل. وقد بلغ من إعجاب هذا الأخير بها أن رسم لها بورتريهين. كما سمح لها، دون سائر النساء الفنانات، بأن تشير إلى اسمه علناً باعتباره أستاذا لها.
غير أن ظهور بيرتا موريسو، وتمتّعها بنجاح مهني وشخصي، شكّل قطيعة مع الأعراف الاجتماعية التي كانت تشكّك في كفاءة المرأة وقدرتها على أن تصبح عضوا مبدعا وفاعلا في المجتمع.
ولأنها كانت تنحدر من عائلة بورجوازية مرموقة، فقد كان طموحها في أن تحترف الرسم مهمّة محفوفة بالمشاكل والصعاب. فقد كان البورجوازيين ينظرون إلى الرسم والفنون عامّة نظرة دونية لا تخلو من احتقار.
وكان والدها يحلم بأن تصبح مهندسة معمارية ناجحة. غير أنها أصرّت على أن تختطّ لنفسها مسارا آخر عندما فضّلت الرسم على ما عداه من المهن.
وطوال سنوات اشتغالها بالفنّ، تخصّصت موريسو في رسم الطبقة البورجوازية وأسلوب حياة أفرادها وهمومهم وعلاقاتهم. وكانت معنية، على وجه الخصوص، بتصوير النساء البورجوازيات ضمن الأدوار والوظائف الاجتماعية التي كنّ يتحركن ضمنها.
ومنذ البداية، اختارت أن تكون جزءا من الحركة الانطباعية التي كانت تعيش في ذلك الوقت عصرها الذهبي.
غير أن مكانتها الاجتماعية كانت تقيّد حركتها داخل الحركة الفنية. وقد كان زواجها من شقيق الفنان ادوار مانيه وسيلة تمكّنت من خلالها من النفاذ إلى مجتمع الانطباعيين، خاصّة بعد أن تحوّل منزلها إلى صالون وملتقى لأهم الأسماء الأدبية والفنية المعروفة في ذلك الوقت.
عزيمة موريسو ونضالها أسهما في صعودها السريع، لدرجة أنه قيل إنه لم تكن هناك في القرن التاسع عشر رسّامة أخرى تنافسها مكانةً وموهبةً وشهرة. وقد توّجت نجاحاتها بهذه اللوحة التي تعتبر أحد أكثر الأعمال الانطباعية حميمية، بل وأهميّة نظراً لارتباطها بفكرة الأنوثة في مجتمع تقليدي يسيطر عليه الذكور.
في اللوحة ترسم موريسو امرأة جالسة أمام مرآة في غرفة الزينة وهي منهمكة في إصلاح هندامها وترتيب شعرها.
المشهد يبرز براعة الرسّامة في استخدام الألوان الباردة كالأزرق والفضّي والزهري والأصفر لإنتاج جوّ أثيري وناعم.
غير أن وجه المرأة لا يبدو منعكسا في المرآة كما هو متوقّع. إذ لا نرى فيها سوى آنية الزهور وعدّة التجميل.
هذه الجزئية رأى فيها بعض النقاد رسالة قويّة ومهمّة. فقد تكون الرسّامة أرادت من خلالها أن تصوّر الصراع بين واقع اجتماعي قائم لا ينظر إلى المرأة إلا من خلال الأشياء المادية والاهتمامات السطحية، وبين رغبة الفنانة في كسر هذا الفهم وتحدّي القيود والمحدّدات التي كرّستها العادات والعرف الاجتماعي.
في لوحاتها الأخرى رسمت بيرتا موريسو مشاهد تصوّر بعضا من أفراد عائلتها في غرف الرسم والحدائق والقوارب والمتنزّهات وغيرها من الأماكن التي اعتاد بورجوازيو باريس ارتيادها.
ومن أشهر أعمالها الأخرى لوحتها المسمّاة المهد The Cradle التي صوّرت فيها شقيقتها وهي تحدّق في ابنتها، أي ابنة الرسّامة، التي كانت قد ولدت للتوّ آنذاك.
وقد حرصت موريسو على أن تكون تلك اللوحات انعكاسا لمعايير السلوك التي كانت سائدة في أوساط الطبقة التي تنتمي إليها في باريس القرن التاسع عشر.
الجدير بالذكر أن رينوار كانت تربطه بالفنانة علاقة وثيقة حيث كانت تعتبره صديقها ومستشارها. غير أنها طالما اعتبرت مانيه أستاذها وملهمها الأوّل. وقد بلغ من إعجاب هذا الأخير بها أن رسم لها بورتريهين. كما سمح لها، دون سائر النساء الفنانات، بأن تشير إلى اسمه علناً باعتباره أستاذا لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق