كان ايغون شيلا احد أكثر الرسّامين شهرة وتأثيرا في القرن العشرين.
وجزء من شهرته يعود إلى حقيقة انه عاش حياة عاصفة ومضطربة ومات في سنّ مبكّرة وهو لا يتجاوز الثامنة والعشرين.
وهناك من النقاد من يقدّرون فنّه ويثنون على موهبته. غير أن شيلا الحقيقي ظلّ دائما غامضا ومستعصيا على الفهم.
ويمكن التعرّف بسهولة على لوحاته اعتمادا على السمات الثابتة لشخصياته، كالعيون الفارغة والنظرات الضائعة والأجساد الشاحبة الهزيلة والأصابع الطويلة.
ويظهر أن طبيعة لوحات الفنان ونوعية مواضيعه لم تكن سوى انعكاس للتحوّلات التي كان يمرّ بها المجتمع النمساوي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
وثمّة من يقول إن رسوماته التي لا تروق للناظر كثيرا إنما تعكس عزلة شيلا ونفوره من مظاهر الازدواجية والنفاق التي كان سائدة في مجتمعه آنذاك. فقد كانت الطبقة الوسطى تدعي تمسّكها بالقيم الأخلاقية ولا تتردّد في انتقاد أفكار ونظريات سيغموند فرويد الثورية عن تأثير الدوافع الجنسية. غير أن تلك الطبقة كانت في نفس الوقت منغمسة في المتع الحسّية والجسدية.
ومع ذلك، كان مجتمع فيينا الثقافي في ذلك الوقت الأكثر ازدهارا في أوربّا وكان حاضنا للعديد من الأسماء الثقافية والفكرية البارزة مثل ستالين وفرويد وتروتسكي بالإضافة إلى عدد آخر من الكتّاب والفنانين الطليعيين.
وقد عاني شيلا من النبذ والتهميش بسبب نظرياته المتحرّرة عن الجنس ورسوماته العارية والمستفزّة. ووجد نفسه معزولا من الجميع باستثناء بضعة أفراد من ذوي النفوس الخيّرة وعلى رأسهم غوستاف كليمت أستاذه ومعلّمه الروحي.
وقد جلبت عليه رسوماته وأسلوب حياته البوهيمي الكثير من المتاعب. وفي إحدى المرّات اعتقل وحُكم بالسجن ثلاث سنوات بسبب ما قيل عن اختطافه واغتصابه لابنة احد النبلاء. كما اتهم بإفساد أخلاق العامة برسوماته العارية وأمرت المحكمة بإحراق بعضها.
في هذه اللوحة يرسم زوجته إديث التي تبدو جالسة وهي تحدّق في الفراغ. الألوان الثقيلة وضربات الفرشاة النشطة يذكّران بأسلوب كليمت. هنا تبدو الألوان غير طبيعية والخطوط مشوّهة إلى حدّ ما. والخلفية السوداء القاتمة تكرّس حالة الاغتراب والإحساس بالفراغ السيكولوجي.
وإذا استثنينا حقيقة أن المرأة تبدو محتشمة في اللوحة بخلاف لوحات الفنان الأخرى، فإنها لا تختلف كثيرا عن لوحاته التي رسمها لنساء. فملامح نساء شيلا قويّة ويخيّل إلى من ينظر إليهن أنهنّ يرتدين أقنعة تحجب حقيقة مشاعرهن عن الناظر.
والنساء في لوحات شيلا، خصوصا العارية، لسن أكثر من أدوات للرغبة. والجسد في رسوماته مصدر للذّة ويمكن أن يكون في نفس الوقت مصدرا للعذاب والألم.
ومعظم لوحاته تضجّ بالنرجسية والتمرّد والتوق والرغبة والقلق الوجودي. وطريقة تمثيله للجسد الإنساني لا تخلو من عنف واضح. وبعض النقاد يعزون هذه الجزئية إلى أن شيلا إنما كان يعكس في لوحاته ظاهرة العنف الذي كان يراه ينزل بالإنسانية كجزء من ظاهرة الحداثة.
وقصّة الفنّان مع زوجته مليئة بكلّ عناصر المفارقة والميلودراما. فقد تزوّجها في ذكرى زواج والديه. وبزواجه منها عرف الحبّ والاستقرار لأوّل مرّة في حياته. لكن بعد ثلاث سنوات من زواجه توفّيت بمرض الانفلونزا الاسبانية وهي حامل في شهرها السادس. وتوفي هو بعد ثلاثة أيّام من وفاتها متأثّرا بإصابته بنفس المرض.
وهناك من يرى أن ايغون شيلا كان يهدف من وراء رسوماته إلى إظهار قسوة الحياة وتناقضاتها في المجتمعات الصناعية الحديثة.
والغريب أنه ظلّ رومانسيا في عيون أجيال من الشباب الذين تربّوا على الجنس والمخدّرات والموسيقى العنيفة والصاخبة.
كما أن حياته القصيرة أضفت طابعا فانتازيا على صورته فتحوّل بعد موته إلى نموذج للفتى المتمرّد والخارج على القانون الذي عاش حياة بائسة وانطفأ نجمه قبل الأوان.
وجزء من شهرته يعود إلى حقيقة انه عاش حياة عاصفة ومضطربة ومات في سنّ مبكّرة وهو لا يتجاوز الثامنة والعشرين.
وهناك من النقاد من يقدّرون فنّه ويثنون على موهبته. غير أن شيلا الحقيقي ظلّ دائما غامضا ومستعصيا على الفهم.
ويمكن التعرّف بسهولة على لوحاته اعتمادا على السمات الثابتة لشخصياته، كالعيون الفارغة والنظرات الضائعة والأجساد الشاحبة الهزيلة والأصابع الطويلة.
ويظهر أن طبيعة لوحات الفنان ونوعية مواضيعه لم تكن سوى انعكاس للتحوّلات التي كان يمرّ بها المجتمع النمساوي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
وثمّة من يقول إن رسوماته التي لا تروق للناظر كثيرا إنما تعكس عزلة شيلا ونفوره من مظاهر الازدواجية والنفاق التي كان سائدة في مجتمعه آنذاك. فقد كانت الطبقة الوسطى تدعي تمسّكها بالقيم الأخلاقية ولا تتردّد في انتقاد أفكار ونظريات سيغموند فرويد الثورية عن تأثير الدوافع الجنسية. غير أن تلك الطبقة كانت في نفس الوقت منغمسة في المتع الحسّية والجسدية.
ومع ذلك، كان مجتمع فيينا الثقافي في ذلك الوقت الأكثر ازدهارا في أوربّا وكان حاضنا للعديد من الأسماء الثقافية والفكرية البارزة مثل ستالين وفرويد وتروتسكي بالإضافة إلى عدد آخر من الكتّاب والفنانين الطليعيين.
وقد عاني شيلا من النبذ والتهميش بسبب نظرياته المتحرّرة عن الجنس ورسوماته العارية والمستفزّة. ووجد نفسه معزولا من الجميع باستثناء بضعة أفراد من ذوي النفوس الخيّرة وعلى رأسهم غوستاف كليمت أستاذه ومعلّمه الروحي.
وقد جلبت عليه رسوماته وأسلوب حياته البوهيمي الكثير من المتاعب. وفي إحدى المرّات اعتقل وحُكم بالسجن ثلاث سنوات بسبب ما قيل عن اختطافه واغتصابه لابنة احد النبلاء. كما اتهم بإفساد أخلاق العامة برسوماته العارية وأمرت المحكمة بإحراق بعضها.
في هذه اللوحة يرسم زوجته إديث التي تبدو جالسة وهي تحدّق في الفراغ. الألوان الثقيلة وضربات الفرشاة النشطة يذكّران بأسلوب كليمت. هنا تبدو الألوان غير طبيعية والخطوط مشوّهة إلى حدّ ما. والخلفية السوداء القاتمة تكرّس حالة الاغتراب والإحساس بالفراغ السيكولوجي.
وإذا استثنينا حقيقة أن المرأة تبدو محتشمة في اللوحة بخلاف لوحات الفنان الأخرى، فإنها لا تختلف كثيرا عن لوحاته التي رسمها لنساء. فملامح نساء شيلا قويّة ويخيّل إلى من ينظر إليهن أنهنّ يرتدين أقنعة تحجب حقيقة مشاعرهن عن الناظر.
والنساء في لوحات شيلا، خصوصا العارية، لسن أكثر من أدوات للرغبة. والجسد في رسوماته مصدر للذّة ويمكن أن يكون في نفس الوقت مصدرا للعذاب والألم.
ومعظم لوحاته تضجّ بالنرجسية والتمرّد والتوق والرغبة والقلق الوجودي. وطريقة تمثيله للجسد الإنساني لا تخلو من عنف واضح. وبعض النقاد يعزون هذه الجزئية إلى أن شيلا إنما كان يعكس في لوحاته ظاهرة العنف الذي كان يراه ينزل بالإنسانية كجزء من ظاهرة الحداثة.
وقصّة الفنّان مع زوجته مليئة بكلّ عناصر المفارقة والميلودراما. فقد تزوّجها في ذكرى زواج والديه. وبزواجه منها عرف الحبّ والاستقرار لأوّل مرّة في حياته. لكن بعد ثلاث سنوات من زواجه توفّيت بمرض الانفلونزا الاسبانية وهي حامل في شهرها السادس. وتوفي هو بعد ثلاثة أيّام من وفاتها متأثّرا بإصابته بنفس المرض.
وهناك من يرى أن ايغون شيلا كان يهدف من وراء رسوماته إلى إظهار قسوة الحياة وتناقضاتها في المجتمعات الصناعية الحديثة.
والغريب أنه ظلّ رومانسيا في عيون أجيال من الشباب الذين تربّوا على الجنس والمخدّرات والموسيقى العنيفة والصاخبة.
كما أن حياته القصيرة أضفت طابعا فانتازيا على صورته فتحوّل بعد موته إلى نموذج للفتى المتمرّد والخارج على القانون الذي عاش حياة بائسة وانطفأ نجمه قبل الأوان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق