رغم أن كميل بيسارو عُرف باعتناقه للأفكار الفوضوية التي راجت في أوساط الأدباء والفنّانين الفرنسيين في نهاية القرن التاسع عشر، فإن لوحاته تخلو من أيّ أثر لتلك الأفكار. فأعماله مكرّسة بالكامل تقريبا لرسم مناظر الطبيعة والأشياء الساكنة.
كان بيسارو يحبّ حياة القرى والحقول وكان يرى فيها معادلا لتصوّراته عن اليوتوبيا أو المدينة الفاضلة. وكان يؤمن بأن من حقّ الأجيال القادمة أن تنعم بحياة ريفية نظيفة وخالية من آثار التصنيع والمظاهر الزاحفة للحياة المدنية.
في هذه اللوحة الجميلة يرسم بيسارو منظرا في الريف تظهر فيه ثلاث نساء وهنّ يتبادلن الحديث في احد الحقول حيث يعملن في معالجة أكوام القشّ التي يتمّ جمعها تمهيدا لتجفيفها ومن ثمّ خزنها كي تقدّم في ما بعد كعلف للماشية.
المنظر جميل وهادئ كما انه يعكس بساطة أجواء الريف. وقد استخدم الرسّام هنا فرشاة فضفاضة على غرار ما كان يفعله الانطباعيون. طبقات الطلاء فوق الأسطح السميكة ووهج الضوء والتموّجات اللونية الرائعة هي بعض السمات التي تميّز هذه اللوحة.
ظلّ بيسارو مخلصا للأفكار الثورية والفوضوية طوال حياته. ولم يكن يخفي حنقه وتمرّده على الكثير من قيم مجتمعه آنذاك. ولم يكن يتردّد في المجاهرة باحتقاره للمظاهر البورجوازية والارستقراطية ورفضه للسلطة، داعيا في الوقت نفسه إلى إعلاء قيمة الفرد ومكانته.
وقد عُرف عنه انه كان من أنصار مدرسة الفنّ للفنّ ولم تكن تروق له كثيرا فكرة أن تُضمّن الأعمال الفنية رسائل سياسية أو اجتماعية.
ورغم أفكاره المتمرّدة، فإن بيسارو كان إنسانا متفائلا بطبيعته ولطالما حلم بمستقبل يتحرّر فيه الناس من "عبودية الأفكار الرأسمالية والدينية".
كان بيسارو يفضّل دائما رسم الفلاحين والعمّال، وذلك لإظهار قيمة وشرف العمل وتعبيرا عن احترامه وتقديره لأفراد تلك الطبقة.
"استراحة صانعات القشّ" تثير إحساسا جميلا بحركة اللون وبالقوّة الغامضة للضوء في خلفية هذا المشهد الإنساني الحميم. الطبقات اللونية الشفّافة من الأزرق والأحمر والأصفر والبنفسجي لها تأثير يشبه تأثير الشعر والموسيقى، يعمقّه هذا الانصهار الأنيق بين ضوء الشمس والغبار وامتدادات الحقل والتلال البنفسجية التي تلوح من بعيد.
ومن الملاحظ أن الفنّان رسم طيّات ملابس النساء بحيث تأخذ شكل تموّجات كومة القشّ. وقد كان بيسارو يستخدم الأشخاص كعناصر لا يمكن فصلها عن حركة الهواء والرياح والغيم والضوء والظلّ في لوحاته.
من المتعذّر معرفة مزاج النساء في اللوحة. غير أن المنظر نفسه يحكي عن جانب من الحياة الإنسانية ويصوّر حالة من البساطة والعفوية التي تنعدم فيها القيود والشكليات. كما انه يثير في النفس نوعا من التأمّل الصامت عن حركة الزمن، إذ يذكّر بالأيّام الخوالي وبصور من الماضي عن طقوس الرعي والزراعة وبساطة وبراءة الحياة في الأرياف.
ولد كميل بيسارو في إحدى جزر الكاريبي لأب يهودي ينحدر من أصول برتغالية. وقد تتلمذ على يد كورو وتأثّر بواقعية كونستابل وكوربيه وتيرنر. كما كان صديقا حميما لكلّ من مونيه وسيزان ورينوار.
الجدير بالذكر أن صور القشّ والحقول كانت في بعض الأوقات من الثيمات المفضّلة في الرسم. ومن أشهر من رسموا لوحات تصوّر رجالا أو نساءً يجمعون أو يصنعون القشّ كلّ من جورج ستبس وجان فرانسوا ميليه وفان غوخ وجون سارجنت وجورج مورلاند وغيرهم.
كان بيسارو يحبّ حياة القرى والحقول وكان يرى فيها معادلا لتصوّراته عن اليوتوبيا أو المدينة الفاضلة. وكان يؤمن بأن من حقّ الأجيال القادمة أن تنعم بحياة ريفية نظيفة وخالية من آثار التصنيع والمظاهر الزاحفة للحياة المدنية.
في هذه اللوحة الجميلة يرسم بيسارو منظرا في الريف تظهر فيه ثلاث نساء وهنّ يتبادلن الحديث في احد الحقول حيث يعملن في معالجة أكوام القشّ التي يتمّ جمعها تمهيدا لتجفيفها ومن ثمّ خزنها كي تقدّم في ما بعد كعلف للماشية.
المنظر جميل وهادئ كما انه يعكس بساطة أجواء الريف. وقد استخدم الرسّام هنا فرشاة فضفاضة على غرار ما كان يفعله الانطباعيون. طبقات الطلاء فوق الأسطح السميكة ووهج الضوء والتموّجات اللونية الرائعة هي بعض السمات التي تميّز هذه اللوحة.
ظلّ بيسارو مخلصا للأفكار الثورية والفوضوية طوال حياته. ولم يكن يخفي حنقه وتمرّده على الكثير من قيم مجتمعه آنذاك. ولم يكن يتردّد في المجاهرة باحتقاره للمظاهر البورجوازية والارستقراطية ورفضه للسلطة، داعيا في الوقت نفسه إلى إعلاء قيمة الفرد ومكانته.
وقد عُرف عنه انه كان من أنصار مدرسة الفنّ للفنّ ولم تكن تروق له كثيرا فكرة أن تُضمّن الأعمال الفنية رسائل سياسية أو اجتماعية.
ورغم أفكاره المتمرّدة، فإن بيسارو كان إنسانا متفائلا بطبيعته ولطالما حلم بمستقبل يتحرّر فيه الناس من "عبودية الأفكار الرأسمالية والدينية".
كان بيسارو يفضّل دائما رسم الفلاحين والعمّال، وذلك لإظهار قيمة وشرف العمل وتعبيرا عن احترامه وتقديره لأفراد تلك الطبقة.
"استراحة صانعات القشّ" تثير إحساسا جميلا بحركة اللون وبالقوّة الغامضة للضوء في خلفية هذا المشهد الإنساني الحميم. الطبقات اللونية الشفّافة من الأزرق والأحمر والأصفر والبنفسجي لها تأثير يشبه تأثير الشعر والموسيقى، يعمقّه هذا الانصهار الأنيق بين ضوء الشمس والغبار وامتدادات الحقل والتلال البنفسجية التي تلوح من بعيد.
ومن الملاحظ أن الفنّان رسم طيّات ملابس النساء بحيث تأخذ شكل تموّجات كومة القشّ. وقد كان بيسارو يستخدم الأشخاص كعناصر لا يمكن فصلها عن حركة الهواء والرياح والغيم والضوء والظلّ في لوحاته.
من المتعذّر معرفة مزاج النساء في اللوحة. غير أن المنظر نفسه يحكي عن جانب من الحياة الإنسانية ويصوّر حالة من البساطة والعفوية التي تنعدم فيها القيود والشكليات. كما انه يثير في النفس نوعا من التأمّل الصامت عن حركة الزمن، إذ يذكّر بالأيّام الخوالي وبصور من الماضي عن طقوس الرعي والزراعة وبساطة وبراءة الحياة في الأرياف.
ولد كميل بيسارو في إحدى جزر الكاريبي لأب يهودي ينحدر من أصول برتغالية. وقد تتلمذ على يد كورو وتأثّر بواقعية كونستابل وكوربيه وتيرنر. كما كان صديقا حميما لكلّ من مونيه وسيزان ورينوار.
الجدير بالذكر أن صور القشّ والحقول كانت في بعض الأوقات من الثيمات المفضّلة في الرسم. ومن أشهر من رسموا لوحات تصوّر رجالا أو نساءً يجمعون أو يصنعون القشّ كلّ من جورج ستبس وجان فرانسوا ميليه وفان غوخ وجون سارجنت وجورج مورلاند وغيرهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق