اهتم الرسّامون منذ القدم بتصوير البحر في حالاته الكثيرة وأطواره المختلفة.
في بعض اللوحات يظهر البحر هادئا ومسالما. وفي بعضها الآخر صاخبا مزمجرا. بعض الفنّانين رسموا البحر كمصدر للوفرة واستمرارية الحياة. والبعض الآخر رسموه كمكمن للأخطار والعواصف القويّة والمدمّرة.
في لوحات ايفازفيسكي، مثلا، تكثر صور البحار الهائجة والسفن الغارقة أو الموشكة على الغرق والبحارّة أو الصيّادين الذين يصارعون الأمواج في محاولة يائسة للتمسّك بالحياة.
قوّة البحر المدمّرة وخطره على الإنسان يظهر جليّا أيضا في لوحات كل من تيرنر وجيريكو.
هذه اللوحة مختلفة بعض الشيء. وقد أرادها الرسّام أن تكون دراسة بصرية عن البحر وعن علاقة اللون بالضوء.
في المشهد لا نرى شيئا سوى الماء والأفق والغيم. لا بشر ولا قوارب ولا طيور يمكن أن تبعد انتباه الناظر عن الموضوع الأساس. فقط موجات ملتفّة تلمع متوهّجة مثل حبّات البلّلور تحت سماء زرقاء تتخلّلها بعض الغيوم.
الألوان ناعمة تجذب العين إذ تتحوّل من خلال طبقات الطلاء السميكة إلى ظلال متدرّجة من الأخضر والأزرق واللازوردي والبنّي والأصفر.
ومن الواضح أن الألوان ممزوجة برقّة وتلقائية، ما يضفي على اللوحة قوّة تعبيرية واضحة.
رسْم المناظر البحرية كان دائما يتطلّب مهارة خاصّة، حيث يتعيّن على الرسّام أن يكون ملمّا بطبيعة التضاريس الساحلية وبتأثير حالات الطقس على درجة عمق الماء ولونه في أوقات مختلفة من النهار.
كان يان توروب، مثل غيره من الانطباعيين، مهتمّا بتصوير الحياة اليومية وأنشطة الناس المختلفة.
وقد رسم هذه اللوحة في مكان ما على الشاطئ الهولندي. وله لوحات أخرى تصوّر البحر مع مناظر لبشر وسُفن.
في ذلك الوقت كان الفنّانون الهولنديون مفتونين برسم لوحات تصوّر غضب البحر وطاقته التدميرية الهائلة.
ولم يكن هذا مستغربا في بلد ظلّ دائما عرضة لأخطار الفيضانات والعواصف البحرية.
لكن في أماكن أخرى من أوربّا، كانت الصورة مختلفة. فقد ظهرت آنذاك روايات أدبية تصوّر حياة سكان السواحل والمناطق البحرية بمظهر من البساطة والفضيلة، مقابل حياة المدن التي كانت مرادفة للتهتّك والانحلال الأخلاقي.
وانعكس هذا التصوّر على أعمال العديد من الرسّامين الذين صوّروا البحر كمصدر واهب للحياة وصديق للإنسان الذي يستمدّ منه أسباب رزقه ويتعايش معه بسلام.
وتكرّست هذه الفكرة المسالمة عن البحر أكثر مع ظهور الشعراء الرومانسيين الذين مجّدوا البحر في قصائدهم واعتبروه رمزا للانبعاث والتجدّد وقوّة تقود إلى الوعي بالذات والإحساس بالحرّية.
ولد يان توروب في جزيرة جاوا الاندونيسية التي كانت في ذلك الحين مستعمرة هولندية. وانتقل في ما بعد إلى هولندا حيث درس الرسم في امستردام وديلفت ولاهاي.
كما ذهب بعد ذلك إلى بلجيكا حيث درس الرسم في أكاديميّتها وجرّب هناك الأساليب الواقعية والانطباعية.
وفي احد الأوقات ذهب إلى باريس حيث التقى فيها الرسّام الأمريكي جيمس ويسلر. كما عاش في انجلترا فترة قبل أن يعود إلى هولندا.
وقد كان لأسلوبه تأثير على الكثير من معاصريه، ومن بينهم الرسّام النمساوي غوستاف كليمت.
ويقال أن توروب هو الذي ادخل الرمزية والانطباعية إلى هولندا. كما انه نظّم أوّل معرض هولندي لـ فان غوخ في نهايات القرن قبل الماضي.
وقد قضى الرسّام السنوات الأخيرة من حياته على كرسيّ متحّرك بعد إصابته بالشلل. وأصبح بعد ذلك يميل إلى رسم المناظر الدينية.
الجدير بالذكر أن لـ توروب ابنة تدعى تشارلي كان قد أنجبها من زوجته الانجليزية. وقد كانت الابنة رسّامة معروفة، هي الأخرى، وذاع اسمها كثيرا في ثلاثينات القرن العشرين واشتهرت برسوماتها التعبيرية.
في بعض اللوحات يظهر البحر هادئا ومسالما. وفي بعضها الآخر صاخبا مزمجرا. بعض الفنّانين رسموا البحر كمصدر للوفرة واستمرارية الحياة. والبعض الآخر رسموه كمكمن للأخطار والعواصف القويّة والمدمّرة.
في لوحات ايفازفيسكي، مثلا، تكثر صور البحار الهائجة والسفن الغارقة أو الموشكة على الغرق والبحارّة أو الصيّادين الذين يصارعون الأمواج في محاولة يائسة للتمسّك بالحياة.
قوّة البحر المدمّرة وخطره على الإنسان يظهر جليّا أيضا في لوحات كل من تيرنر وجيريكو.
هذه اللوحة مختلفة بعض الشيء. وقد أرادها الرسّام أن تكون دراسة بصرية عن البحر وعن علاقة اللون بالضوء.
في المشهد لا نرى شيئا سوى الماء والأفق والغيم. لا بشر ولا قوارب ولا طيور يمكن أن تبعد انتباه الناظر عن الموضوع الأساس. فقط موجات ملتفّة تلمع متوهّجة مثل حبّات البلّلور تحت سماء زرقاء تتخلّلها بعض الغيوم.
الألوان ناعمة تجذب العين إذ تتحوّل من خلال طبقات الطلاء السميكة إلى ظلال متدرّجة من الأخضر والأزرق واللازوردي والبنّي والأصفر.
ومن الواضح أن الألوان ممزوجة برقّة وتلقائية، ما يضفي على اللوحة قوّة تعبيرية واضحة.
رسْم المناظر البحرية كان دائما يتطلّب مهارة خاصّة، حيث يتعيّن على الرسّام أن يكون ملمّا بطبيعة التضاريس الساحلية وبتأثير حالات الطقس على درجة عمق الماء ولونه في أوقات مختلفة من النهار.
كان يان توروب، مثل غيره من الانطباعيين، مهتمّا بتصوير الحياة اليومية وأنشطة الناس المختلفة.
وقد رسم هذه اللوحة في مكان ما على الشاطئ الهولندي. وله لوحات أخرى تصوّر البحر مع مناظر لبشر وسُفن.
في ذلك الوقت كان الفنّانون الهولنديون مفتونين برسم لوحات تصوّر غضب البحر وطاقته التدميرية الهائلة.
ولم يكن هذا مستغربا في بلد ظلّ دائما عرضة لأخطار الفيضانات والعواصف البحرية.
لكن في أماكن أخرى من أوربّا، كانت الصورة مختلفة. فقد ظهرت آنذاك روايات أدبية تصوّر حياة سكان السواحل والمناطق البحرية بمظهر من البساطة والفضيلة، مقابل حياة المدن التي كانت مرادفة للتهتّك والانحلال الأخلاقي.
وانعكس هذا التصوّر على أعمال العديد من الرسّامين الذين صوّروا البحر كمصدر واهب للحياة وصديق للإنسان الذي يستمدّ منه أسباب رزقه ويتعايش معه بسلام.
وتكرّست هذه الفكرة المسالمة عن البحر أكثر مع ظهور الشعراء الرومانسيين الذين مجّدوا البحر في قصائدهم واعتبروه رمزا للانبعاث والتجدّد وقوّة تقود إلى الوعي بالذات والإحساس بالحرّية.
ولد يان توروب في جزيرة جاوا الاندونيسية التي كانت في ذلك الحين مستعمرة هولندية. وانتقل في ما بعد إلى هولندا حيث درس الرسم في امستردام وديلفت ولاهاي.
كما ذهب بعد ذلك إلى بلجيكا حيث درس الرسم في أكاديميّتها وجرّب هناك الأساليب الواقعية والانطباعية.
وفي احد الأوقات ذهب إلى باريس حيث التقى فيها الرسّام الأمريكي جيمس ويسلر. كما عاش في انجلترا فترة قبل أن يعود إلى هولندا.
وقد كان لأسلوبه تأثير على الكثير من معاصريه، ومن بينهم الرسّام النمساوي غوستاف كليمت.
ويقال أن توروب هو الذي ادخل الرمزية والانطباعية إلى هولندا. كما انه نظّم أوّل معرض هولندي لـ فان غوخ في نهايات القرن قبل الماضي.
وقد قضى الرسّام السنوات الأخيرة من حياته على كرسيّ متحّرك بعد إصابته بالشلل. وأصبح بعد ذلك يميل إلى رسم المناظر الدينية.
الجدير بالذكر أن لـ توروب ابنة تدعى تشارلي كان قد أنجبها من زوجته الانجليزية. وقد كانت الابنة رسّامة معروفة، هي الأخرى، وذاع اسمها كثيرا في ثلاثينات القرن العشرين واشتهرت برسوماتها التعبيرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق