كان الفنان ويليام بوغورو يركّز في أعماله الفنية على رسم الأشخاص. غير انه اشتهر أيضا برسم لوحات تصوّر الملائكة وحوريات البحر والمخلوقات الأسطورية.
ولوحة "القبلة الأولى" تعتبر من أعماله الجميلة التي لقيت على الدوام شهرة ورواجا كبيرَين.
اللوحة تصوّر ملاكَين صغيرين يحتضن كلّ منهما الآخر. وقد استخدم بوغورو هنا ألوانا شاحبة، خاصّة الأبيض وتدرّجاته، للتأكيد على رقّة الموضوع ولجعله يبدو ذا مسحة مقدّسة وبريئة.
القماش الأزرق الذي يجلس عليه الملاكان يحيل اهتمام الناظر تلقائيا إلى الغيمة التي تقوم بوظيفة المقعد. بينما استخدم الرسّام في أسفل اللوحة تدرّجات داكنة لإنتاج تأثير ظلّي يعطي الغيمة عمقا ونسيجا اكبر.
وقد رُسم الملاكان بهيئة عارية جزئيا لإضفاء إحساس بالبراءة والبساطة والطهر. أما لون الشعر البنّي الناعم فيبرز التباين الحاصل مع الخلفية البيضاء للغيوم بطريقة فيها تناغم وانسجام.
الفارق الوحيد بين الملاكين في اللوحة هو الأجنحة. فالولد له جناحان أبيضان بالكامل وبريش طويل. ويبدو جناحاه اقرب ما يكونان إلى جناحي الإوز. أما البنت فقد ظهر جناحاها بتدرّجات لونية أغمق قليلا وهما أشبه ما يكونان بجناحي فراشة.
أظهر ويليام بوغورو ميلا للرسم وهو ما يزال في سنّ مبكّرة. وخلال فترة دراسته في مدرسة الفنون كان تميّز أسلوبه الفني محلّ اهتمام أساتذته وزملائه.
وفي احد الأوقات ذهب إلى روما حيث درس هناك لوحات غيوتو وغيره من كبار رسّامي عصر النهضة الايطالي.
وعندما عاد إلى باريس كلّفته الدولة برسم لوحة تظهر نابليون وهو يزور ضحايا الفيضان في تاراسكون. كما عمل لبعض الوقت في تزيين أسقف وديكورات بعض الكنائس والمسارح.
في بعض لوحات بوغورو براءة واضحة. بينما تعكس بعض أعماله الأخرى مزاجا لعوبا ومتفائلا يحاكي الجانب الخفيف من الحياة.
وهو كان ميّالا لتضمين لوحاته صورا لأطفال وحوريات وملائكة. وقد يكون هذا احد أسباب شعبيّتها ورواجها وقربها من قلوب الناس.
وقد عُيّن في نهايات حياته أستاذا في كليّة الفنون الجميلة في باريس. وأثناء عمله بالتدريس استمرّ في رسم وعرض لوحاته حتى وفاته.
يُذكر أن لوحات بوغورو كانت تروق كثيرا لجامعي الأعمال الفنية من الأمريكيين والأوربيين. وبعد وفاته ظلت أعماله تستهوي قطاعات لا بأس بها من النقّاد والناس. غير أن الكثيرين بدءوا يديرون ظهورهم للرسم الكلاسيكي مع تزايد الطلب على الفنّ الذي يصوّر مظاهر الحياة الحديثة، وبخاصّة لوحات الانطباعيين.
وكان الانطباعيون يرون في أعمال بوغورو تجسيدا لكل ما كانت المدرسة الفنية الوليدة تعاديه وتعارضه، ابتداءً من المضمون السردي والتكنيك الصارم إلى الإغراق في الشعرية والتعويل كثيرا على التقاليد. وما عمّق العداء أكثر ما كان يقال وقتها عن ارتباط الفنّ الأكاديمي بالقيم والرموز البورجوازية والإقطاعية.
في هذه اللوحة، يبدو الانطباع المرسوم على وجه الملاك الأنثى مثيرا للاهتمام بشكل خاصّ. ومن الصعب معرفة نوع الانفعال المرتسم على وجهها، أو ما إذا كان تعبيرا عن الرضا أم اللامبالاة.
لكن طبقا للعلاقة بين لغة الجسد والأفكار والمشاعر الشخصية، فإن الفتاة تبدي تجاهلا تامّا للفتى الذي يهمّ بتقبيلها. يمكن افتراض هذا لأنها لا تبادله الاحتضان ونظرها مركّز إلى أسفل دون أن تبتسم وكما لو أنها تحاول إبعاد نفسها عنه.
ومع هذا فإن ما سبق يعتبر مجرّد تفسير واحد فقط لهذا العمل الفنّي الجميل الذي يحتمل أكثر من قراءة وتفسير.
كان ويليام بوغورو يرسم عالما من المثالية والكمال. كانت مناظره الواقعية تبعث نسغ الحياة في نسائه وفتياته الجميلات بطريقة كانت تسحر كثيرا هواة شراء الأعمال الفنية وعامّة الناس على السواء.
وكان حريصا على أن تبدو فلاحاته من النساء الصغيرات بأقدام وملابس نظيفة ووجوه باسمة مشرقة دون أن تظهر عليهن علامات تشي بالفقر أو الحاجة.
في أخريات حياته توفّيت زوجته تاركة له خمسة أطفال، فتزوّج للمرّة الثانية من إحدى زميلاته ممّن سبق لها أن درست على يده.
وقد ظلّ بوغورو وفيّا للأسلوب التقليدي في الرسم حتى وفاته في العام 1905 إثر نوبة قلبية عن 80 عاما.
ولوحة "القبلة الأولى" تعتبر من أعماله الجميلة التي لقيت على الدوام شهرة ورواجا كبيرَين.
اللوحة تصوّر ملاكَين صغيرين يحتضن كلّ منهما الآخر. وقد استخدم بوغورو هنا ألوانا شاحبة، خاصّة الأبيض وتدرّجاته، للتأكيد على رقّة الموضوع ولجعله يبدو ذا مسحة مقدّسة وبريئة.
القماش الأزرق الذي يجلس عليه الملاكان يحيل اهتمام الناظر تلقائيا إلى الغيمة التي تقوم بوظيفة المقعد. بينما استخدم الرسّام في أسفل اللوحة تدرّجات داكنة لإنتاج تأثير ظلّي يعطي الغيمة عمقا ونسيجا اكبر.
وقد رُسم الملاكان بهيئة عارية جزئيا لإضفاء إحساس بالبراءة والبساطة والطهر. أما لون الشعر البنّي الناعم فيبرز التباين الحاصل مع الخلفية البيضاء للغيوم بطريقة فيها تناغم وانسجام.
الفارق الوحيد بين الملاكين في اللوحة هو الأجنحة. فالولد له جناحان أبيضان بالكامل وبريش طويل. ويبدو جناحاه اقرب ما يكونان إلى جناحي الإوز. أما البنت فقد ظهر جناحاها بتدرّجات لونية أغمق قليلا وهما أشبه ما يكونان بجناحي فراشة.
أظهر ويليام بوغورو ميلا للرسم وهو ما يزال في سنّ مبكّرة. وخلال فترة دراسته في مدرسة الفنون كان تميّز أسلوبه الفني محلّ اهتمام أساتذته وزملائه.
وفي احد الأوقات ذهب إلى روما حيث درس هناك لوحات غيوتو وغيره من كبار رسّامي عصر النهضة الايطالي.
وعندما عاد إلى باريس كلّفته الدولة برسم لوحة تظهر نابليون وهو يزور ضحايا الفيضان في تاراسكون. كما عمل لبعض الوقت في تزيين أسقف وديكورات بعض الكنائس والمسارح.
في بعض لوحات بوغورو براءة واضحة. بينما تعكس بعض أعماله الأخرى مزاجا لعوبا ومتفائلا يحاكي الجانب الخفيف من الحياة.
وهو كان ميّالا لتضمين لوحاته صورا لأطفال وحوريات وملائكة. وقد يكون هذا احد أسباب شعبيّتها ورواجها وقربها من قلوب الناس.
وقد عُيّن في نهايات حياته أستاذا في كليّة الفنون الجميلة في باريس. وأثناء عمله بالتدريس استمرّ في رسم وعرض لوحاته حتى وفاته.
يُذكر أن لوحات بوغورو كانت تروق كثيرا لجامعي الأعمال الفنية من الأمريكيين والأوربيين. وبعد وفاته ظلت أعماله تستهوي قطاعات لا بأس بها من النقّاد والناس. غير أن الكثيرين بدءوا يديرون ظهورهم للرسم الكلاسيكي مع تزايد الطلب على الفنّ الذي يصوّر مظاهر الحياة الحديثة، وبخاصّة لوحات الانطباعيين.
وكان الانطباعيون يرون في أعمال بوغورو تجسيدا لكل ما كانت المدرسة الفنية الوليدة تعاديه وتعارضه، ابتداءً من المضمون السردي والتكنيك الصارم إلى الإغراق في الشعرية والتعويل كثيرا على التقاليد. وما عمّق العداء أكثر ما كان يقال وقتها عن ارتباط الفنّ الأكاديمي بالقيم والرموز البورجوازية والإقطاعية.
في هذه اللوحة، يبدو الانطباع المرسوم على وجه الملاك الأنثى مثيرا للاهتمام بشكل خاصّ. ومن الصعب معرفة نوع الانفعال المرتسم على وجهها، أو ما إذا كان تعبيرا عن الرضا أم اللامبالاة.
لكن طبقا للعلاقة بين لغة الجسد والأفكار والمشاعر الشخصية، فإن الفتاة تبدي تجاهلا تامّا للفتى الذي يهمّ بتقبيلها. يمكن افتراض هذا لأنها لا تبادله الاحتضان ونظرها مركّز إلى أسفل دون أن تبتسم وكما لو أنها تحاول إبعاد نفسها عنه.
ومع هذا فإن ما سبق يعتبر مجرّد تفسير واحد فقط لهذا العمل الفنّي الجميل الذي يحتمل أكثر من قراءة وتفسير.
كان ويليام بوغورو يرسم عالما من المثالية والكمال. كانت مناظره الواقعية تبعث نسغ الحياة في نسائه وفتياته الجميلات بطريقة كانت تسحر كثيرا هواة شراء الأعمال الفنية وعامّة الناس على السواء.
وكان حريصا على أن تبدو فلاحاته من النساء الصغيرات بأقدام وملابس نظيفة ووجوه باسمة مشرقة دون أن تظهر عليهن علامات تشي بالفقر أو الحاجة.
في أخريات حياته توفّيت زوجته تاركة له خمسة أطفال، فتزوّج للمرّة الثانية من إحدى زميلاته ممّن سبق لها أن درست على يده.
وقد ظلّ بوغورو وفيّا للأسلوب التقليدي في الرسم حتى وفاته في العام 1905 إثر نوبة قلبية عن 80 عاما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق