عمل فنّي آخر يعدّه النقاد أحد أفضل الأعمال النحتية وأكثرها احتفاءً منذ إنجازه قبل أكثر من خمسة قرون.
في هذا التمثال يحاول مايكل انجيلو تصوير العذراء وهي تحمل جثمان ابنها في اللحظات التي أعقبت صلبه.
وقد أنجز الفنان التمثال من كتلة واحدة من الرخام واستغرق العمل فيه حوالي سنتين.
فكرة هذا العمل ارتبطت بالكاردينال جان دي بيليريس مندوب فرنسا في روما الذي كلّف مايكل انجيلو بنحت التمثال كي ُيعرض في جنازته.
لكن في مرحلة تالية، أي حوالي منتصف القرن الثامن عشر، تم نقل التمثال إلى حيث هو اليوم، أي إلى مدخل كاثدرائية سانت بطرس.
قبل هذا العمل، لم يكن مايكل انجيلو معروفا كثيرا، وعندما كلّف بتشييد التمثال كان عمره لا يتجاوز العشرين عاما. ومع ذلك اعتبر التمثال بعد إنجازه تحفة فنية نادرة تنمّ عن عبقرية واقتدار كبيرين. ومن بين كافة أعماله النحتية، اختار مايكل انجيلو أن يحفر اسمه على التمثال.
وخلافا للمنحوتات الأخرى التي تناولت نفس الموضوع وكانت تنطلق من فكرة تصوير الألم وربطه بفكرة الخلاص، عمد مايكل انجيلو إلى تصوير العذراء في هيئة سيّدة شابّة وعلى محيّاها علامات الخشوع والسكينة بينما تحتضن في وقار جثة ابنها الميّت.
مما يجذب الانتباه في هذا التمثال وجه العذراء ذو الملامح الملائكية، والرداء الطويل الذي ترتديه ويكاد يغطّي كامل بناء اللوحة. أيضا يلاحظ هنا أن الفنان قام باختزال جسد المسيح وتصغيره مقارنةً بجسد أمه، نظرا لصعوبة تمثيل جسد رجل بالكامل خاصةً عندما يكون محمولا بين ذراعي امرأة.
من الملاحظات الأخرى أيضا أن مايكل انجيلو لم يركّز كثيرا على إظهار آثار الصلب، باستثناء بعض العلامات البسيطة الظاهرة على اليد اليمنى والقدمين. ويلاحظ أيضا وعلى وجه الخصوص براعة مايكل انجيلو في تصوير الأوردة والعضلات والأربطة التي تتخلّل الجسد العاري.
مايكل انجيلو لم يصوّر العذراء هنا بهيئة امرأة عجوز كسيرة الخاطر تندب حظها وتبكي فلذة كبدها، وإنما صوّرها بملامح شابة. وهذه النقطة كانت مثارا للكثير من التكهّنات. فمن قائل إن شباب العذراء يمكن أن يكون رمزا لطهرها وعفّتها، وهناك من يقول إن ذلك عائد إلى تأثّر مايكل انجيلو بمضمون كتاب "الكوميديا الإلهية" لدانتي والذي يشير فيه إلى أن العذراء هي ابنة المسيح مثل سائر البشر، بمثل ما أنها أمّه أيضا".
أثناء نقل التمثال في إحدى السنوات لغرض ترميمه، تعرّضت أربع من أصابع العذراء للكسر وقد أمكن إصلاحها بعد ذلك.
لكن أخطر حادث تعرّض له التمثال كان في العام 1972 عندما دخل رجل مختلّ عقليا إلى كنيسة سانت بطرس وهاجم العذراء بمطرقة كان يحملها وهو يصيح: أنا المسيح، أنا المسيح"!
وقد خضع التمثال بعد ذلك الهجوم لسلسلة من عمليات الترميم المكثفة أعيد بعدها إلى وضعه السابق كما أحيط من وقتها بلوح سميك من الزجاج المضادّ للرصاص.
وأخيرا، أطلق مايكل انجيلو على التمثال اسم "بييتا"، وهي كلمة لاتينية تدلّ على التقوى الممزوجة بالشعور بالحزن والشفقة. وأصبحت المفردة بعد ذلك تشير إلى كلّ عمل فنّي يعالج حادثة الصلب وحزن العذراء على ابنها.
في هذا التمثال يحاول مايكل انجيلو تصوير العذراء وهي تحمل جثمان ابنها في اللحظات التي أعقبت صلبه.
وقد أنجز الفنان التمثال من كتلة واحدة من الرخام واستغرق العمل فيه حوالي سنتين.
فكرة هذا العمل ارتبطت بالكاردينال جان دي بيليريس مندوب فرنسا في روما الذي كلّف مايكل انجيلو بنحت التمثال كي ُيعرض في جنازته.
لكن في مرحلة تالية، أي حوالي منتصف القرن الثامن عشر، تم نقل التمثال إلى حيث هو اليوم، أي إلى مدخل كاثدرائية سانت بطرس.
قبل هذا العمل، لم يكن مايكل انجيلو معروفا كثيرا، وعندما كلّف بتشييد التمثال كان عمره لا يتجاوز العشرين عاما. ومع ذلك اعتبر التمثال بعد إنجازه تحفة فنية نادرة تنمّ عن عبقرية واقتدار كبيرين. ومن بين كافة أعماله النحتية، اختار مايكل انجيلو أن يحفر اسمه على التمثال.
وخلافا للمنحوتات الأخرى التي تناولت نفس الموضوع وكانت تنطلق من فكرة تصوير الألم وربطه بفكرة الخلاص، عمد مايكل انجيلو إلى تصوير العذراء في هيئة سيّدة شابّة وعلى محيّاها علامات الخشوع والسكينة بينما تحتضن في وقار جثة ابنها الميّت.
مما يجذب الانتباه في هذا التمثال وجه العذراء ذو الملامح الملائكية، والرداء الطويل الذي ترتديه ويكاد يغطّي كامل بناء اللوحة. أيضا يلاحظ هنا أن الفنان قام باختزال جسد المسيح وتصغيره مقارنةً بجسد أمه، نظرا لصعوبة تمثيل جسد رجل بالكامل خاصةً عندما يكون محمولا بين ذراعي امرأة.
من الملاحظات الأخرى أيضا أن مايكل انجيلو لم يركّز كثيرا على إظهار آثار الصلب، باستثناء بعض العلامات البسيطة الظاهرة على اليد اليمنى والقدمين. ويلاحظ أيضا وعلى وجه الخصوص براعة مايكل انجيلو في تصوير الأوردة والعضلات والأربطة التي تتخلّل الجسد العاري.
مايكل انجيلو لم يصوّر العذراء هنا بهيئة امرأة عجوز كسيرة الخاطر تندب حظها وتبكي فلذة كبدها، وإنما صوّرها بملامح شابة. وهذه النقطة كانت مثارا للكثير من التكهّنات. فمن قائل إن شباب العذراء يمكن أن يكون رمزا لطهرها وعفّتها، وهناك من يقول إن ذلك عائد إلى تأثّر مايكل انجيلو بمضمون كتاب "الكوميديا الإلهية" لدانتي والذي يشير فيه إلى أن العذراء هي ابنة المسيح مثل سائر البشر، بمثل ما أنها أمّه أيضا".
أثناء نقل التمثال في إحدى السنوات لغرض ترميمه، تعرّضت أربع من أصابع العذراء للكسر وقد أمكن إصلاحها بعد ذلك.
لكن أخطر حادث تعرّض له التمثال كان في العام 1972 عندما دخل رجل مختلّ عقليا إلى كنيسة سانت بطرس وهاجم العذراء بمطرقة كان يحملها وهو يصيح: أنا المسيح، أنا المسيح"!
وقد خضع التمثال بعد ذلك الهجوم لسلسلة من عمليات الترميم المكثفة أعيد بعدها إلى وضعه السابق كما أحيط من وقتها بلوح سميك من الزجاج المضادّ للرصاص.
وأخيرا، أطلق مايكل انجيلو على التمثال اسم "بييتا"، وهي كلمة لاتينية تدلّ على التقوى الممزوجة بالشعور بالحزن والشفقة. وأصبحت المفردة بعد ذلك تشير إلى كلّ عمل فنّي يعالج حادثة الصلب وحزن العذراء على ابنها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق