يمكن اعتبار جيان لورنزو بيرنيني أشهر نحّات أوربّي ظهر في القرن السابع عشر.
وقد وصلت موهبة بيرنيني أوج نضجها عندما فرغ من انجاز هذا التمثال الذي وضع في ما بعد في كنيسة كورنارو بروما وما يزال فيها حتى اليوم.
والتمثال يصوّر قصّة عشق صوفية روتها الراهبة الاسبانية المشهورة سينت تيريزا في كتاب سيرتها الذاتية.
تقول القصّة إن الراهبة رأت ذات ليلة ملاكا جميلا يقف إلى جوارها وفي يده سهم ذهبي في طرفه لهب مشتعل. ولم يلبث الملاك الصغير أن غرس السهم في قلب الراهبة وعندما انتزعه من صدرها خيّل لها انه انتزع أحشاءها معه. كان الألم رهيبا، بحسب الراهبة، لكنه كان مصحوبا بلذّة عظيمة تمنّت لو أنها لا تغادرها أبدا.
والواقع أن التّراث الصوفي بمجمله يتحدّث كثيرا عن الحب الإلهي وعن السُّكْر الروحي وكيف أن الألم يمكن أن يسعد صاحبه من حيث يشقيه ويعذّبه لأنه يتحوّل بفعل الشوق والمكابدة إلى لذّة.
وفي قصائد الشعراء المتصوّفة إشارات كثيرة تحيل إلى هذا المعنى.
وفي العصر الحديث كثرت المقولات والنظريات الفلسفية والأخلاقية التي تقرن ما بين اللذّة والألم باعتبارهما صنوين لا يفترقان.
في التمثال يبدو الملاك المجنّح وهو يسحب السهم من جسد الراهبة بينما تتراجع هي متثاقلة إلى الوراء بفم مفتوح وعينين مغمضتين وقدمين عاريتين تحت تأثير الشعور بالافتتان والنشوة.
هذه الكتلة الضّخمة من الرّخام الذي استحال بفضل عبقرية بيرنيني إلى لحم بشري ناعم، قد لا ينطبق عليها وصف العمل النحتي بمعناه التقليدي، إنها اقرب لأن تكون صورة مشهدية مكوّنة من نحت ورسم وضوء.
والتمثال يعبّر عن رؤية بيرنيني التي تتداخل فيها العناصر المعمارية والزخرفية ضمن فراغ هندسي تنصهر فيه القيم الجمالية وتتوحّد.
وقد كان بيرنيني نفسه مهجوسا بفكرة السيطرة على منحوتاته، ولهذا السبب ركّز على فنّ العمارة فدرس أشكالها وأسرارها وجمالياتها المختلفة.
في المشهد تبدو الراهبة مرتدية ثوبا يغطّيها من الرأس إلى القدمين، أما الملاك فيظهر وقد انحسر رداؤه عن احد منكبيه بينما راح الضوء الخفيف يتسلل عبر النافذة المفتوحة خلفهما.
وحالة النشوة هنا يمكن أن يعبّر عنها شلال الخيوط الذهبية المتساقطة من أعلى أكثر من تعابير الوجه أو ارتعاش اليدين والقدمين.
أما القدّيسة تيريزا نفسها فقد عاشت في فترة شهدت أوربا خلالها الكثير من الاضطرابات الدينية والسياسية، وكانت حياتها مضرب المثل في الزهد والتقشف وألفت العديد من الكتب والرسائل التي تتحدّث فيها عن الوسائل المؤدّية إلى التوحّد مع الله والفناء في محبّته، على نحو يذكّرنا برابعة العدوية أشهر امرأة متصوّفة في تاريخ الإسلام.
وقد وصلت موهبة بيرنيني أوج نضجها عندما فرغ من انجاز هذا التمثال الذي وضع في ما بعد في كنيسة كورنارو بروما وما يزال فيها حتى اليوم.
والتمثال يصوّر قصّة عشق صوفية روتها الراهبة الاسبانية المشهورة سينت تيريزا في كتاب سيرتها الذاتية.
تقول القصّة إن الراهبة رأت ذات ليلة ملاكا جميلا يقف إلى جوارها وفي يده سهم ذهبي في طرفه لهب مشتعل. ولم يلبث الملاك الصغير أن غرس السهم في قلب الراهبة وعندما انتزعه من صدرها خيّل لها انه انتزع أحشاءها معه. كان الألم رهيبا، بحسب الراهبة، لكنه كان مصحوبا بلذّة عظيمة تمنّت لو أنها لا تغادرها أبدا.
والواقع أن التّراث الصوفي بمجمله يتحدّث كثيرا عن الحب الإلهي وعن السُّكْر الروحي وكيف أن الألم يمكن أن يسعد صاحبه من حيث يشقيه ويعذّبه لأنه يتحوّل بفعل الشوق والمكابدة إلى لذّة.
وفي قصائد الشعراء المتصوّفة إشارات كثيرة تحيل إلى هذا المعنى.
وفي العصر الحديث كثرت المقولات والنظريات الفلسفية والأخلاقية التي تقرن ما بين اللذّة والألم باعتبارهما صنوين لا يفترقان.
في التمثال يبدو الملاك المجنّح وهو يسحب السهم من جسد الراهبة بينما تتراجع هي متثاقلة إلى الوراء بفم مفتوح وعينين مغمضتين وقدمين عاريتين تحت تأثير الشعور بالافتتان والنشوة.
هذه الكتلة الضّخمة من الرّخام الذي استحال بفضل عبقرية بيرنيني إلى لحم بشري ناعم، قد لا ينطبق عليها وصف العمل النحتي بمعناه التقليدي، إنها اقرب لأن تكون صورة مشهدية مكوّنة من نحت ورسم وضوء.
والتمثال يعبّر عن رؤية بيرنيني التي تتداخل فيها العناصر المعمارية والزخرفية ضمن فراغ هندسي تنصهر فيه القيم الجمالية وتتوحّد.
وقد كان بيرنيني نفسه مهجوسا بفكرة السيطرة على منحوتاته، ولهذا السبب ركّز على فنّ العمارة فدرس أشكالها وأسرارها وجمالياتها المختلفة.
في المشهد تبدو الراهبة مرتدية ثوبا يغطّيها من الرأس إلى القدمين، أما الملاك فيظهر وقد انحسر رداؤه عن احد منكبيه بينما راح الضوء الخفيف يتسلل عبر النافذة المفتوحة خلفهما.
وحالة النشوة هنا يمكن أن يعبّر عنها شلال الخيوط الذهبية المتساقطة من أعلى أكثر من تعابير الوجه أو ارتعاش اليدين والقدمين.
أما القدّيسة تيريزا نفسها فقد عاشت في فترة شهدت أوربا خلالها الكثير من الاضطرابات الدينية والسياسية، وكانت حياتها مضرب المثل في الزهد والتقشف وألفت العديد من الكتب والرسائل التي تتحدّث فيها عن الوسائل المؤدّية إلى التوحّد مع الله والفناء في محبّته، على نحو يذكّرنا برابعة العدوية أشهر امرأة متصوّفة في تاريخ الإسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق